زاهر بخيت الفكى: خيانة شعب..!!

كتر خيرك وما قصرت الأخ الكريم مهدى عبدالرحمن أكرت.. كتر خيرك وقد جئتنا متأخراً يا نائبنا البرلمانى وأنت تُثير مسألتك المستعجلة لاستدعاء وزير التجارة ووزارته تعتزم رفع الضريبة على السكر المستورد واعتبارك لهذه القضية بأنها تمثل خيانة للشعب المغلوب ورمضان الشهر الفضيل على الأبواب والكل يعلم استهلاك المواطن فى بلادى لهذه السلعة فى رمضان وغير رمضان إن توفرت ويمكنه الاستغناء عنها بسهولة إن تعذرت وقد فعلها مراراً هذا الشعب …
يا أخى أين كنت والخيانة على الشعب كما أسميتها قد تكررت مرات ومرات وعبر بوابة البرلمان المفترض به حماية الشعب لا خيانته وهى منصتهم الشرعية للفصل فى أشياءهم وضروريات حياتهم والدفاع عن مكتسباتهم ولهذا الغرض انتخبوكم..
شنو يعنى زيادة ضرائب السكر ومن قبل كان السودان بلا سكر ولفترات طويلة لم يتأثر به الناس ومضت بهم الحياة وقد توفرت ضرورياتهم الحياتية الأخرى وكانت فى متناول يد المواطن المستهلك ولا مانع لدينا الآن من ارتفاعه إلى أضعاف سعره هذا مقابل دعم أسعار الدواء والخبز والوقود .
ما ذا تعنى ضريبة السكر هذا اخى والدواء قد ارتفعت أسعاره وصار عصياً علينا حتى صار المواطن يبحث عن بدائل علاجية من أعشاب وغيرها لتخفيف ما به من ألام كان للرهق والعنت الذى يعيشه بسبب اللهث وراء توفير الحد الأدنى من مأكله ومشربه نصيب كبير لتفاقم هذه الأوجاع البائنة ، ودونك مستشفياتنا العامة وما يجرى فيها وما يحتاجه الفرد منا لعلاج أوجاعه البسيطة أما إذا سألتنا عن العمليات الجراحية الكبيرة فى المستشفيات العامة فحدث ولا حرج ، أما المستوصفات الخاصة فهذ أمر لا يخص غالب شعبنا الكريم (شعر ما عندنا ليه رقبة) كما يقول مثلنا العامى..
من منصات برلمانكم هذا جزاكم الله خيرا أوصيتم بأن ترتفع أسعار القمح المادة الأساسية لصناعة الخبزالذى ظل يعتمد عليه غالب أهل السودان بعد دمار معظم مشاريعنا الزراعية ونشوب مجموعة الصراعات والحروب المعلومة وما أحدثه هذا الأمر من هجرة معظم الناس من الريف الى المدن مما جعلهم يستهلكون الخبز بدلا عن غيره لارتفاع أسعار البدائل الأخرى التى كانت متاحة ..
أين كنتم والوقود الذى يُحرك العملية الانتاجية فى البلاد والعملية الاجتماعية وسوداننا بلد اجتماعى ما زالت الحميمية موجودة فيه بين الناس تدفعهم للمجاملة وتفقد بعضهم البعض لقد ارتفعت أسعاره للضعف وربما أكثر وتأثرت به وما زالت كل فئات الشعب السودانى فى الريف والحضر ، للأسف بوجودكم وبموافقتكم يا حماة حقوقنا ، ألم تكن تلك خيانة لشعبكم أم ماذا كنتم تسمونها يوم أن أجمعتم عليها لتخرج وبالاً على شعب ما فيه من شقاء يكفيه..
والله المستعان..

زاهر بخيت الفكى

بلا أقنعة..
صحييفة الجريدة السودانية

Exit mobile version