بالأمس أبت القوات المسلحة إلا أن تحذو حذو الشرطة (وتشتغل على كيفا) حيث إمتلأت الأسافير متناقلة خبراً يقول أن الشرطة العسكرية قد قامت بحملات (حلاقة) لكل من يقومون بتربية وإطالة شعورهم ومع الخبر صورة لأحد الجنود وهو (يحلق) لأحد الشباب وهو جالس على الأرض وهذا بالطبع سلوك لا يسنده قانون البتة كنا نربأ بقواتنا المسلحة أن تقع فيه مهما كان لها من دفوعات .
وبعدين (الشرطة العسكرية) دي تحلق لمنو وتخلي منو؟ بعد أن أصبح آلاف الشباب في مختلف مدن البلاد تائهين يسيرون في هذه الحياة دون (هدف) بعد ان فشلت الدولة تماماً في توظيفهم أو خلق مشروعات لهم (تشغلهم) وتملأ أوقاتهم بدلاً عن الكلام المقدد والممارسات (الفارغة) التى وجدوا أنفسهم فيها !
قبل أشهر مضت ذهبت إلى أحد صوالين الحلاقة لتهذيب ما تبقي في رأسنا من شعيرات .. قال لي الحلاق (إنتظر يا أستاذ شوية لمن أخلص من الزول ده) بعد دقائق إلتفت نحو الزول فوجدته شاب في مقتبل العمر (قاعدين يواسو ليهو في حواجبينو) !!
يجب أن نعترف وأن تعترف القوات المسلحة والبرلمان والشرطة ورئاسة الجمهورية وهيئة علماء السودان اللجان الشعبية والمنسقيات والما بعرفو شنو بأن هؤلاء الشاب ضحية فهم لم يجدو التعليم (الصاح) ولا التربية (الصاح) ولا التوظيف (الصاح أو الما صاح) فخلقوا عالمهم الخاص بهم في ظل هذا الوضع المأساوى الذي يعيشونه ، يجب أن تكون لدي المسؤولين عن هذه الشريحة الشجاعة الكافية لأن يعترفوا جهراً بأن هؤلاء الشباب هم ضحية .. ضحية الفراغ العريض وإنهزام رب الأسرة (أب شنب) وعدم متابعتة للأحوال جراء بحثه المضني لتوفير ضروريات الأسرة في بلد (وصل فيهو ربع البصل 33 ألف جنيه) !!
جاهل من يعتقد بأن المشكلة تكمن في دفار أو دفارين عليهم جنود يحملون أمواس غير معقمة يحلقون بها لجمع من الشباب (بلا قانون) في بلد تتصاعد فيه نسبة الأيدز والعنوسة والأسعار في متوالية هندسية !
وأكثر جهلاً من يظن ان القضاء على مثل هذه الظواهر والسلوكيات يكمن في إزالة (المظهر) وترك الجوهر ؟ وكيف لنا أن ننفي صفة الجهل عن مثل هذه المحاولات إذا علمنا أن معدل نمو شعر الرأس حوالى 1 سنتيمتر في الشهر فذلك يعني أن هذه (الحملات) يجب أن تكون شهرية (إن لم تكن يومية) مما يقتضي تنظيمها بإنشاء (فرع للحلاقة العسكرية) برئاسة (ع . ر. ح) عميد ركن حلاق وتزويده بادوات الحلاقة من مقصات ومكنات وديتول وفوط وأمواس وبقية (العدة)!
إن معالجة المسببات الأساسية للظواهر غي المنضبطة هو الطريق لإجتثاثها فلا يمكن أن تتوقع أن تتزايد نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج إلى هذا الحد المروع ولا تنتشر الدعارة والزواج العرفي وحالات الإغتصاب التي اضحت قراءتها يوميا لا تثير الإنتباه .
إن عدم الإنتباه لقطاع الشباب وتعهده بالرعاية بوضع الخطط المدروسة له لتدريبه وتأهيلة وإيجاد العمل المناسب له هو ما أفرز مثل هذه الظواهر ومحاولة الدولة لإجتثاثها عبر مثل هذه الحملات غير أنه قانوني ويجعلنا أضحوكة أمام العالم فهو شئ غير عملي مثل تلك (النفرة) لحفر ترعتي كنانة والرهد بالكوريك و(القفه) وأبو راسين !
إن ضبط الشارع العام ذو صلة وثيقة وعروة لا تنفصل عن ضبط المال العام ، فلو أننا قمنا بتجميع ما تم (لهطة) من خلال تقارير المراجع العام لأربع وعشرين سنة لكانت هذه الأموال كافية لتشغيل كل ابناء هذه الدولة والدول المجاورة ولإنشغلوا بمهامهم ووظائفهم وآمالهم وأحلامهم بدلاً عن إنشغالهم بتسوية (الحواجبين) ولبس (السيستم) وفلفلة الشعر الذي تتم حلاقته بواسطة قوات الشعب المسلحة التي ليس أحد مهامها (الحلاقة للجمهور) ! كسرة : العبد لله ضد أي خروقات للقانون حتي وأن كانت تهدف لمصلحة المجتمع لأنو لو كل الناس خرقت القانون مش ح يكون في مجتمع ذااااتو .. كسرة ثابتة (قديمة) : أخبار خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو)؟ كسرة ثابتة (جديدة) : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ [/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]