شيخ بلد.. يحتفظ بكنز ملياري أكثر من 53 عاماً

[JUSTIFY]كثيراً ما نسمع قصصاً وحكايات وروايات مثيرة عن الأمانة، يكون أبطالها سودانيون في الداخل أو الخارج وليست ببعيدة عن اذهاننا قصة الراعي السوداني الامين «الطيب يوسف الزين» التي تداولتها الفضائيات ووسائل الإعلام، وكيف انه رفض في عزة وشموخ وخوف من الله أن يفرط في أمانته ويبيع أحدهم شاةً من قطيع كان يرعاه في السعودية، وكذلك تبقى حكاية الممرض أحمد ميرغني الذي يعمل بمستشفى عفيف في السعودية دليلاً حياً على نبل هذا الشعب العظيم، فقد أبلغ هذا الشاب إدارة المستشفى أن رجلاً كبيراً في سنه نقل الى العناية المكثفة قد ترك مبلغ 74 ألف ريال في الغرفة التي كان منوماً فيها.. ذلك غيض من فيض حكايات الأمانة عند السودانيين لكن سطور قصتنا التالية تبدو أقرب للخيال!! لولا أن شخوصها وأبطالها ظلوا على قيد الحياة الى وقت قريب قبل أن يكمل أدوارهم من بعدهم الأبناء على الدرب ذاته.

شيخ البلد.. توفى والده قبل «53» عاماً.. هذا الوالد كانت في ذمته أمانة هي عبارة عن مجوهرات ثمينة تقدر الآن بملايين الجنيهات.. هذا الرجل لم يفصح عمن هو صاحب هذه الأمانة حتى لحق بالرفيق الأعلى، ومن بعده لم يطالب بها أحد فواصل «شيخ البلد» المحافظة عليها، ولم تسول له نفسه أن يمد يده الى «الكيس» المخبوء داخل شنطة «حديد» في مبنى الجالوص «المخزن» طيلة هذه السنوات.. لكنه كان يدعو الله أن يظهر صاحب «الأمانة» أو ورثتها ليتخلص من عبئها الثقيل.. وكانت المفاجأة، رن هاتف «شيخ البلد».. كاد الرقم المتصل كما ظهر على الشاشة «عالمي».. قال المتحدث.. إن والده الذي انتقل الى رحمة مولاه ودفن بمكة المكرمة أخبره أنه ترك كمية من الذهب عند «شيخ البلد الأب» بمثابة (الأمانة) وأنه يستسفر عن صحة هذا الأمر.. وقد كانت تلك بداية النهاية السعيدة لهذه القصة عندما اكد له «شيخ البلد» صحة ذلك واتفقا على موعد لتسليم «الأمانة» الى أهلها.. في الأسبوع الماضي جاء الرجل من مهجره ليلتقي الرجل الأمين «شيخ البلد» الذي أعاد اليه «كنزاً» بقى محفوظاً اكثر من «53» عاماً لم تمسه يد بسوء.. لقد ادى الرجل «أمانته» الى أهلها شاكراً الله انه بقى حياً الى ان أعادها تامةً لا يريد جزاءاً ولا شكوراً.

صحيفة آخر لحظة
عمار محجوب
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version