أتاح أسبوع الافلام السورية 2009 المقام مؤخرا في مدينتى بكين وووهان فرصة نادرة للافلام العربية لتظهر على شاشات دور السينما الصينية، وبينما تود الدول العربية تعزيز معرفة المشاهدين الصينيين بها عن طريق التبادل السينمائي يرغب الصينيون في مشاهدة مزيد من الافلام العربية الممتازة.
ولاحظ وانغ يان اعلانات “اسبوع الافلام السورية 2009” المقام تحت رعاية مشتركة من مصلحة السينما التابعة للمصلحة العامة للاذاعة والسينما والتلفزيون والسفارة السورية لدى الصين في دار شين دو آن للسينما بشارع وانغ فو جين, اكثر الشوارع التجارية ازدهارا في قلب العاصمة, فاشترى تذكرة لفيلم “الكومبارس”.
ويبدو ان هذا الفيلم الذي انتج في العام 1993 يختلف عن سواه من الافلام التجارية المعاصرة للدول الغربية المتقدمة نظرا لانه جاء من الدول العربية التى تكتنفها الاسرار.
وقال وانغ “لا اعرف السينما العربية… شاهدت بعض الافلام الممتازة ذات الخلفية العربية والتي تتناول عناصر هذه الثقافة على يد مخرجين امريكيين واوروبيين مثل قتيل النيل ولورانس العرب وكليوباترا الى جانب عداء الطائرة الورقية”.
وقليلا ما يعرف المشاهدون الصينيون الافلام العربية، ويعزو وانغ يوه يونغ الاستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة شانغهاى للدراسات الدولية اسباب ذلك الى الافتقار الى اكفاء المترجمين وقنوات التبادلات الثقافية الضيقة وغياب انشطة التسويق التجارية.
فقد اقيمت الدورة الاولى لـ “اسبوع الافلام المصرية” في الصين عام 1957 بعد سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية وهي المرة الاولى التي تدخل فيها الافلام العربية الصين علما بان التبادلات الثقافية في ذلك الوقت اتسمت بالعلامات السياسية بدليل ان موضوعات الافلام المعروضة على مدى اسبوع السينما كنت تتناول “مجابهة الغزو الاستعماري وحفز الروح الوطنية”. بعد ذلك, اقيمت عدة دورات لاسبوع الافلام المصرية في المدن الصينية في اعوام 1965 و1980 و2004. وجدير بالذكر ان مهرجان شانغهاى الدولي للافلام ضم نشاط “عرض الافلام المصرية الخاصة”.
وما زال عديد من الصينيين من فئة متوسطي الاعمار يتذكرون فيلم ((الصعود الى الهاوية)) الذي تدور احداثه في اطار جاسوسي ويتناول الصراع العربي الاسرائيلي و((قاهر الظلام)) عن قصة تروي حياة طه حسين في طفولته وكيف فقد بصره واكمل مسيرة حياته وعمله والمعروضين في اسبوع الافلام المصرية 1980. وقد حركت احداث القصة اوتار قلوب المشاهدين وترك الاداء الرائع للممثل الرئيسي محمود ياسين انطباعا عميقا في اذهانهم.
ولعب هذا النشاط دورا حيويا ايجابيا في تعريف المشاهدين الصينيين بالافلام العربية بدليل ان صحيفة الشعب اليومية, الجريدة الناطقة باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني, نشرت ثلاثة تقارير اخبارية وتعليقات بهذا الشأن في ثلاثة ايام متتالية.
من جهة اخرى ، قال كثير من المشاهدين ان قصص الافلام العربية تعتبر ألغازا بالنسبة الى معظم الصينيين, معربين عن املهم في التمكن من مشاهدة مزيد من الافلام العربية الممتازة التى تجمع عناصر عربية خاصة في كيان واحد لاسيما تلك المعروضة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان دمشق السينمائي اضافة الى مهرجان دبي للافلام وغيرها من مهرجانات الافلام الدولية الاخرى.
ويرى تشو شون شيان مترجم فيلم ((الصعود الى الهاوية)) انه لا مجال للحديث عن دفع التبادلات الثقافية الا بعد تحقق المعرفة الواضحة والتفاهم المشترك بين مشاهدي الطرفين.
شبكة الصين