رئيس هيئة علماء السودان: معظم الدول العربية والاسلامية يقوم اقتصادها على القروض الربوية

بروفيسور محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان رجل عميق فى تفكيره يجذبك اليه بالحديث ولحيته البيضاء تقودك الى قلبه الطاهر وسريرته النقية جلست اليه (سونا) وحلق معها فى حوار لاتنقصه الجرأة والصراحة فى فضاءات عدة شملت مشروعات فقه الضرورة وصيغ التمويل الاسلامية فى البنوك والمصارف السودانية بجانب الحوار مع الجماعات التكفيرية والدستور الاسلامى والمظاهر السالبة التى طغت على سلوك بعض الافراد فى المجتمعات السودانية وموضوعات اخرى
وقدم سيادته افادات واضحة فى كل المحاور فالى مضابط الحوار :-
(س) هل انتم راضون على التعامل بصيغ التمويل الاسلامية فى المصارف والبنوك السودانية ؟
(ج) ليس هنالك رضاء كامل ولن يتحقق فى ظل الظروف الحالية المحلية والعالمية ولكن يسرنا ان الدولة تتجه الان الى فك احتكار التمويل للبيوتات والجهات المالية المختلفة والدليل على ذلك هو مشاريع التمويل الاصغر والصغير .
(س) هل كل المشاريع التنموية الكبرى التى انجزتها الدولة تقع فى خانة فقه الضرورة ؟
(ج) نعم باعتبار ان هذه المشروعات قد اجازها الفقهاء مع العديد من الخبراء وان كانت هنالك شبهه ربا فى هذه التمويلات فالجميع يؤمن ان الربا محرم ولايباح كما تباح الميتة للضرورة .
(س) لماذا لاتتعامل الدولة مع الدول الاسلامية لتمويل مشروعاتها بدلا من الاعتماد على القروض الخارجية الربوية ؟
(ج) يؤسفنى ان اقول ان معظم الدول العربية والاسلامية يقوم اقتصادها على القروض الربوية ولكن هنالك محاولات لفتح نوافذ تتفق مع الاقتصاد الاسلامى ومن ذلك محاولات بنك التنمية الاسلامى بجدة
(س) ماهى العقبات التى تعترض اقرار دستور اسلامى والمسلمين فى السودان اغلبية ؟
(ج) نعم ان المسلمين فى السودان يشكلون اكثر من 98% من عدد السكان ولكن هنالك اختلافات ايدولوجية بين القوى السياسية حول هذا الامر ولكن مبادرة السيد رئيس الجمهورية حول الحوار الوطنى جددت الامل فى الوصول مع هذه القوى لاقرار دستور دائم للبلاد
(س) ماهى طبيعة العلاقة بين الهيئة ومجمع الفقه الاسلامة ؟
(ج) علاقة تنسيقية وليس هنالك اى تعارض بين ماتقوم به الهيئة وبين مايقوم به المجمع وان جل اعضاء مجمع الفقه الاسلامى هم اعضاء فى هيئة علماء السودان وقد تكون المفارقة فى ان المجمع جهاز حكومى والهيئة كيان طوعى
(س) هل هنالك اى مساهمات للهيئة على صعيد تخفيف اعباء المعيشة على المواطنين ؟
(ج) هنالك جهود مبذولة من الهيئة فى هذا الصدد ونسال الله ان يتقبل هذا بجانب ان هذه الموضوعات قد تصدرت جدول اعمال الاجتماع الاخير للهيئة حيث ناشد الاجتماع ولاة الامر باعادة النظر فى سياسة استيراد الكماليات والتى بسببها تضاعف سعر الدولار الاسود هذا الى جانب التركيز على ضرورة زيادة الانتاج والانتاجية لزيادة الدخل القومى
(س) ماهى مساهمات الهيئة فى فض النزاعات المسلحة واصلاح ذات البين بين الفرقاء ؟
(ج) من اهم موجهات خطة الهيئة للعام الماضى ركزت على اصلاح ذات البين وتعظيم حرمة الدماء بل الامانة العامة استحدثت امانة فرعية سمتها امانة اصلاح ذات البين فى مناطق النزاعات لتحقيق السلام المستدام فى البلاد
ٍ(س) الى اين وصل الحوار بينكم والجماعات التكفيرية ؟
(ج) الهيئة تتخذ الوسطية منهجا عملا بقول الله تعالى (وجعلناكم امة وسط ) ومن هذا المنطلق ادرنا حوارات مباشرة وغير مباشرة مع الجماعات المتطرفة التى تتخذ الغلو فى الدين منهجا وذلك من خلال الرسائل والكتب والمنابر(منبر صلاة الجمعة )وداخل السجون وتوصلنا معهم الى بعض التفاهمات والمرحلة القادمة ستشهد اتخاذ قرارات سارة من المسؤولين فى هذا الاتجاه
(س) ماهى نصائحكم للحكام فى هذه المرحلة ؟
(ج) دور الهيئة هو تقديم النصح والتوجيه ومن هنا نطالب بتفعيل الحوار الذى بدأه السيد رئيس لجمهورية مع الاحزاب المختلفة ولاينبغى ان يكون الحوار وقفا على الاحزاب بل يشمل الكيانات المعتبرة مثل هيئة علماء السودان داعيا للاسراع بوضع آليات الحوارحتى لاتظل البلاد لعقود اخرى عند نقطة الحوار مشددا على عدم انتظار من لايريد لهذا البلد خيرا مؤكدا على اهمية محاربة الفساد والمفسدين حتى تنهض البلاد
(س) ماهى النصائح التى يمكن ان تقدمها الهيئة للمحكومين ؟
(ج) التفاعل مع قضايا الحوار وحل المشكلات سلميا ونبذ العنف ولاسيما فى مناطق النزاعات مع مزيد من الانتاج والانتاجية .

الخرطوم 15-4-(سونا)

Exit mobile version