مع نهاية العام الدراسى الأول واقتراب امتحانات الإنتقال للعام الثانى انقطعت أخباره عن الأهل حاول والده الاتصال به كثيراً بلا جدوى وقد كان يُحسن الظن كثيراً فى ابنه ويعتقد أنه يتهيأ لمعركة الامتحانات والتى بدأت فعلاً ومازال هاتف ابنه مغلق ، جاء يبحث عنه فى الجامعة وفى مكان إقامته لم يعثُر عليه ولم يجد من يدله على مكانه مما زاد الأمر سوءاً وجد ابنه لم يجلس أصلاً للامتحان وهنا دخل الوالد فى حالة من الخوف على مصير ابنه وانتشر الخبر وبدأ الكل رحلة البحث عنه لمدة تجاوزت الإسبوع ولكم أن تتخيلوا حالة أهله بعد افتقادهم لابنهم الأكبر أمل المستقبل..
ما زال البحث مستمرا …فجاءة ظهر أمامهم شاحباً متسخ الثياب كئيب المنظر كان فرح أهله بعودته كبيرا ، بدأت الأسئلة تنهال عليه أين كنت وماذا جرى لك ولماذا ومن ووووكمية هائلة من الأسئلة وتكرارها تنتظر أن يُجيب عليها تقابلها اجابات متناقضة تحمل داخلها من الكذب الكثير وقد سكت الناس عنه وحمدوا الله على عودته سالماً لأهله وتمنوا له التوفيق فى مستقبل أيامه وقد ساورهم الشك فى رواياته ، لم يكمل دراسته وصار يكذب ويكذب ويكذب ….ولم يعد أحد يصدقه حتى والده…
كثير من الأبناء الصغار من تحدثه نفسه بترك مقاعد الدراسة خوفاً من الرسوب فى الامتحانات التى لم يِعِد نفسه جيداً للجلوس إليها وما قد يترتب عليه ذلك الفشل من عقوبات من قبل الأهل والمجتمع أو هكذا يصور له عقله الصغير، لكن أن تصدر مثل هذه التصرفات من شخص يُفترض أنه قد دخل مرحلة من الرشد الذى يستطيع أن يسموا به عن مثل هذه التصرفات الطفولية والتى قد تسبب له ضرراً يظل ملازماً له طيلة حياته والأمثال كثيرة لا يخلو حى أو قرية منها فا عتبروا يا شبابنا ويا أولياء أمرهم..
قبل أيام قليلة حملت لنا الأنباء إختفاء شقيقتين بعد أن تم إختطافهما بواسطة سائق ركشة ورواية طويلة تُحكى وتفاصيل أطول وقد وجدت هذه القصة تعاطفاً كبيراً من مجتمعنا الذى يستنكر مثل هذه الظواهر السالبة ، لكن جاءت الأخبار تفيد أن الشرطة عبر مكتبها الصحفى نفت هذه الواقعة ونسبت الأمر على أنه مجرد كذبة من الشقيقتين للهروب من الامتحانات…
ولن تكن الأخيرة…
زاهر بخيت الفكى
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة السودانية…