وتشير الوقائع التي يرويها خال الغطاس قائلاً : تحرك في ذلك اليوم من منزله في الساعة الثامنة صباحاً إلي خزان الروصيرص.. ومجرد وصوله إلي هناك نزل مباشرة داخل الخزان ثم خرج منه بعد بعد ذلك حوالي الساعة الحادي عشرة صباحاً.. ومن ثم وضع علي منضدة المسئولين تقريراً بالمهمة التي قام بها داخل الخزان .. الذي نزل داخله مرة آخري..
وما أن مضي علي ذلك وقت قصير إلا وبدأ يرسل نداء استغاثة لمن هم خارج الخزان عبر المايكروفون مؤكداً لهم أن رجله علقت بين باب الحديد والصخور الموجودة داخل الخزان.. وهكذا أصبح يتواصل معهم.. ما استدعي بعض الغطاسين العمل علي مساعدته إلا أنهم لم يكونوا يمتلكون البدل الخاصة بالغطس فأشاروا عليه بأن يقطع رجله التي بدأ فعلاً في قطعها إلا أنه لم يستطع نسبة إلي أن تيار المياه كان قوياً.. لظل علي هذا النحو ( 4 ) ساعات متصلة تقريباً إلي أن خلص الأكسجين من الأنبوبة رغماً عن محاولة غطاسين الغطس لإنقاذه إلا أنهم لم يجدوا طريقه ما حدا به أن ينطق الشهادة ( 11 ) مرة بالمايكروفون إلي جانب أنه قال : ( الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ).
ومضي : في صباح اليوم التالي تم استخراج الجثمان الذي وجدوا فيه أثر قطع الرجل التي كان عالقة بين الباب والصخور… فيما تم تشييع جثمانه في موكب مهيب.
أردف: الشهيد ( محمد الصادق) متزوج ولديه من الأبناء ثلاثة أطفال ولدين وبنت.. تتفاوت أعمارهم من ( 5-7 ) سنوات.. وكنا جميعاً نقيم في مدينة ملكال التي شهدت ميلاده ونشأته ثم انتقلنا من هناك إلي مدينة الدمازين التي أستقر بها وأكمل فيها الثانوي العام ومن ثم عمل في إدارة الكهرباء المركزية وصقل تجربته المهنية بدورات تدريبية وبعثات خارجية آخرها كانت في القاهرة.. ثم أصبح بعد ذلك غطاساً قائداً للغطاسين.. ودائماً ما يمارس الغطس في حال توجد أعطال داخل الخزان الذي ﻏﺮق ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺑﻜﺖ ﻛﻞ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺍﻟﺮﻭﺻﻴﺮﺹ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺯﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺘﻴﻦ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ .
الخرطوم : سراج النعيم