العدل والمساواة تبدأ بسداد فاتورة تدخُّلها في الجنوب !

[JUSTIFY]قالت أنباء واردة من ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان إن دويّ انفجارات قوية وحرائق وأصوات اشتباكات ظلت تتردد طوال الأيام الماضية ببعض مناطق (فاريانق) التى تتمركز فيها قوات حركة العدل والمساواة التى يقودها جبريل ابراهيم.
أحد القادة المحليين فى المنطقة يُدعى (أتير ماويت)، وتفيد الأنباء بأنه موالٍ للدكتور رياك مشار قال للصحفيين إنَّ أسباب هذه الانفجارات ودوي المدافع بالقرب من فاريانق تعود الى وقوع مواجهة عسكرية دامية بين متمردي دولة جنوب السودان وحركة العدل والمساواة.

القائد (ماويت) أشار جازماً ان شحنات أسلحة وذخائر تتبع لحركة العدل والمساواة قام المتمردون بمهاجمتها وكانت محمّلة تحت غطاء مساعدات إنسانية خاصة بالأمم المتحدة، ووجّه انتقادات شديدة اللهجة لحركة العدل والمساواة التى قال إنها ارتكبت فظائعاً يندِّي لها الجبين فى ولاية الوحدة بحق المدنيين العُزل ونهبت الأموال من البنوك واستولت على شاحنات وعربات، مؤكداً ثبوت حالات إبادة ومجازر جماعية ارتكبتها الحركة فى ولاية الوحدة.

ولا شك أن هذا التطور الميداني الخطير يمثل علامة فارقة فى تاريخ حركة العدل والمساواة التى أثارت الإستغراب بولوجها الواسع النطاق فى خضم الصراع الجنوبي الجنوبي بحيث جعلت من نفسها طرفاً رئيسياً فيه مع أنها أجنبية تماماً عن الأرض والاطراف.

ولعل مبلغ السوء الذي وصلت إليه حركة العدل المساواة أنها صارت هدفاً لمتمردي دولة جنوب السودان الذين ثبت لهم بالدليل القاطع أن الحركة دخلت الحرب مسانِدة للرئيس كير من جهة، ومستغلةً الأوضاع للحصول على (دعم خاص) يتيح لها تقوية عضلاتها العسكرية من جهة أخرى، وهو ما جعلها -كما هو معروف- تنهب الأموال والممتلكات.

وفيما يبدو أن الحركة بهذه السقطة الشنيعة نسيت أن ميزان القوى فى مثل هذه الصراعات فى الغالب متأرجح ويصعب أن يقر على قرار على المدى القريب والمتوسط، فنحن حيال صراع داخلي، تفجّر بضراوة داخل كابينة القيادة بحيث انقسمت الحركة الشعبية الحاكمة حيال الصراع وصار من المحتم أن يتسع نطاق الصراع ويزداد فى كل يوم نظراً لتقاطع المصالح والرؤى بين طرفيه.

حركة العدل والمساواة أيضاً -مع أن لديها حربها الخاصة مع الخرطوم- أضافت وبغباء سياسي نادر حرباً إضافية ضد نفسها بإستعدائها لجزء من الحركة الشعبية الحاكمة فى دولة جنوب السودان ولا يدري أحد كيف سيكون موقف الحركة إذا ما تسنّى رأب الصدع بين الفرقاء الجنوبيين فالجرائم التى تقشعر لها الأبدان فى ولاية الوحدة والتى ثبت أن الحركة ارتكبتها يصعب نسيانها وتجاوزها مهما طال الزمن واستطالت سنوات التاريخ.

وأخيراً فإن السودانيين عامة وطوال تاريخهم السياسي القديم والحديث لم يُعرف عنهم القيام بدور (المقاول الحربي) الذي يخوض حروب الآخرين مقابل أجر مالي مدفوع، مما يكشف أن حركة العدل والمساواة لم تعد مجرد حركة دارفورية تعمل في إطار مطالب سياسية عادلة؛ هي حركة دخلت الآن مضمار (المقاولة العسكرية) مما يمثل خطراً داهماً على أمن المنطقة بأسرها، فبالأمس كانت في النزاع التشادي ثم تلى ذلك دخولها الصراع الليبي إبان الثورية الشعبية الليبية التى طاحت بالقذافي، وهاهي اليوم فى الصراع الجنوبي الجنوبي تأكل الطعام المسروق وتختلس الممتلكات وتمشي فى ميادين القتال هناك!

سودان سفاري
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version