الداون تاون!

الداون تاون!
[JUSTIFY] لا‮ ‬يفوت تذكار أيام جامعة الخرطوم إلا أن‮ ‬يتداخل بالمذكورة أعلاه‮.. ‬حتى وأن لم‮ ‬يدلفها الطالب المنتسب للجامعة فإن منطوقها‮ ‬يخالج لسانه بشيء‮ ‬من منتهى الحكي‮.. ‬فهناك أركان في‮ ‬جامعة الخرطوم تعتبر في‮ ‬عداد‮ »‬طقم الجامعة‮«.. ‬الميدان الشرقي،‮ ‬الغربي،‮ ‬النشاط،‮.. ‬وفي‮ ‬الأيام الفائتة عاودت الجامعة الدراسة بعد توقف بسبب أحداث وتدخل من نظاميين،‮ ‬وصادف إن كنت بالقرب منها،‮ ‬فما كان مني‮ ‬الا وأن مارست عشقي‮ ‬القديم بالطواف داخل هذا الصرح الذي‮ ‬نهلت منه الأكاديميات والسلوكيات العامة،‮ ‬وللتاريخ تظل جامعة الخرطوم مرمى لعيون الطلاب الطامحين في‮ ‬كثير من جوانبه بعدالتخرج والتشرف بنيل شهاداتها فيما سلف وما قد‮ ‬يتأتى‮.. ‬وكم كنت حزينة لوصول الحال فيها لتكرار توقف الدراسة،‮ ‬وكنت حريصة على متابعة مهرجان العودة الذي‮ ‬بدأ في‮ ‬شكل متشدد،‮ ‬متمثلاً‮ ‬في‮ ‬التحقق من البطاقات للدخول وعدمه‮.. ‬وللخف لا أحد‮ ‬يعترض على تنظيم الدخول والخروج،‮ ‬ولكن دون توصيل الطلاب حد الضجر،‮ ‬فلابد أن‮ ‬يكون هناك جو من المرونة دون خنق الطلاب في‮ »‬الرواح والغدو‮«.. ‬وكم توارد لخاطري‮ ‬تذكار أيامنا في‮ ‬سنة‮ »‬البرليم‮« ‬ونحن نتحرك بكل حرية من داخل الجامعة وطقمها إلى داخل‮ »‬الداون تاون‮«.. ‬فيا أخي‮ »‬عبد الملك النعيم‮« ‬لا‮ ‬غبار على دعم الحرس بموظفي‮ ‬علاقات عامة،‮ ‬على شرط أن‮ ‬يكون‮ »‬شركاء للطلاب دون إعاقة لتجوالهم في‮ ‬جامعتهم‮«.. ‬فالإحساس بالافراط في‮ ‬المراقبة‮ ‬يخلق جواً‮ ‬من التوتر النفسي،‮ ‬ويقلل من عدم الثقة بالذات‮.. ‬فتركوا للطلاب والطالبات‮ »‬براح الاحساس بالمسؤولية الذاتية تجاه صرحهم العلمي‮ ‬العالي‮«‬،‮ ‬وذلك أن‮ ‬يحسوا أنهم داخلون للجامعة وليس لدولة مجاورة‮.. ‬أعطوهم حرية التنقل‮«.. ‬وسلامات‮ ‬يا‮ »‬الداون تاون‮«.‬ ‮❊ ‬رننقق‮.. ‬رود‮!‬

في‮ ‬الجامعة ونحن طلاب جدد كنا ننبهر بأشجارها العتيقة،‮ ‬وطوبها وطلابها مختلفي‮ ‬السحنات‮.. ‬كنا ننظر للشارع الرئيسي‮ ‬الداخلي‮ ‬بها بنوع من التوجس،‮ ‬ونحن كطلاب قادمون من أحياء شعبية عتيقة‮.. ‬ننظر لوجوه‮ »‬الحناكيش‮« ‬بشيء‭ ‬من التعجب لنداوة سطحها ونضارتها،‮ ‬وهم‮ ‬يعطشون‮ »‬الجيم‮« ‬ويدخلون العبارات الانجليزية في‮ ‬أحاديثهم،‮ ‬وكان‮ »‬المين رود‮« ‬محلاً‮ ‬لتجمعهم،‮ ‬ولا أكذبكم القول إن هؤلاء‮ »‬الحناكيش‮« ‬طلاب وطالبات نقيو النفس والسريرة تجذبنا اليهم وداعة ما‮ ‬يعكسون تجاه مجتمع الجامعة‮.. ‬وأذكر ما أذكر أننا كمجموعة من مناطق عدة فاصدقاؤنا من الجريف وامبدة،‮ ‬وأركويت،‮ ‬والجديد الثورة،‮ ‬وأم ضوبان،‮ ‬وأذكر تماماً‮ ‬أخونا‮ »‬ياسر عبد الله‮« ‬وهو‮ ‬يقول لنا في‮ »‬قطع جاف‮«.. »‬يا هوي‮ ‬لمن تمشن بالمين رود‮.. ‬اعرفن انو بالنسبة ليكم هو رننقق رود‮.. ‬تجرن جري‮ ‬بس‮«.. ‬ومع الأيام تداخلنا وصرنا طلاب وحدة وصرنا بلا فوارق

‮❊ ‬برلوم بلرمنا‮!‬

كما لا أنسى زميلنا‮ »‬البرلوم‮« ‬الذي‮ ‬وضع كرسيه في‮ »‬المين رود‮« ‬ووضع درجاً‮ ‬وطالبنا بدفع جنيه كرسوم،‮ ‬ولا نعرف ما هي‮ ‬وجهتها،‮ ‬حيث قام البعض بالتسجيل عنده وتسليمه المبلغ‮ ‬المطلوب،‮ ‬وبعد أن جمع مبلغاً‮ ‬لا‮ ‬يستهان به انفجر فينا‮ »‬وي‮ ‬ويي‮ ‬برلمتكم‮ ‬يا برالمة‮« ‬كان ذلك بمثابة مدعاة لتفتيح أذهاننا نحو تعاملنا مع بقية الطلاب حتى لا نقع في‮ ‬ذات الكمين الطلابي‮..‬

‮❊ ‬آخر الكلام

مهما حدث في‮ ‬مسار التعليم العالي‮ ‬في‮ ‬البلاد،‮ ‬تظل جامعة الخرطوم منارة لن تنهار،‮ ‬ويعاودنا تذكار‮ »‬اتحاد طلابها القوي‮.. ‬كوسو منارة‮«

..

[/JUSTIFY]
مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version