نذكرت أولاد الأرباب بعد خبر حددت فيه وزارة التربية والتعليم العام، العام الدراسي «2015 ــ 2016م» موعداً لتغيير السلم التعليمي بالبلاد، وأكدت أن التغيير سيطول في المرحلة الأولى مرحلة الأساس وتحويلها إلى «9» سنوات بدلاً من «8» سنوات، فيما أبقت على المرحلة الثانوية في «3» سنوات.
وطرفة التوم حسن أنهما آخر جيل درسا الأولية عندما كانت أربع سنوات، فأحيلت في عامهما إلى المرحلة الابتدائية ست سنوات والمرحلة المتوسطة ثلاث سنوات، وهذا التحول جعل حسن يستاء ويترك الدراسة وينخرط في العمل الحر، بينما انتقل حسين للصف الخامس كأول جيل، وبدأ حسن التأثير في توأمه وقال له قولة مشهورة «والله يا أخوي تصل سنة سادسة يعملوا ليك سابعة وثامنة».. بعد أيام قلائل كان حسين مع توأمه في العمل الحر.
مرت السنين والأيام وتغير السلم التعليمي الى تحقيق نبوءة حسن، وبينما كانا على سقالة بنيان بحي ديم لطفي جاء الخبر بأن الابتدائي تحول الى مرحلة الأساس وفيه سنة سابعة وثامنة، فقال حسين وهو يضحك «بركة المرقنا منها أسي كان ركبنا ماسورة».
الآن وقد أضيفت سنة تاسعة التي لم يتنبأ بها التوأم فإن الأمر قد فاق الخيال والتوقع والسخرية، وان دل فإنما يدل على ان تغيير السلم التعليمي لم يكن ناجحاً، وان سنة سابعة وثامنة كانت كما توقع لها طلاب الأولية، ولم تفرخ إلا جيلاً مهزوزاً في بنيانه الأكاديمي فارغ المحتوى، فمسألة تغيير السلم التعليمي ومناهج التعليم ليست بالعملية السهلة من حيث التخطيط والتمويل والاعداد والتنقيح والتمحيص.
ويبدو أن إضافة سنة تاسعة تعني عودة عدد سنين مرحلة الابتدائي والمتوسطة، ولكن الواقع والمنطق يقول إن المدارس المتوسطة «المباني» قد جرفتها السيول والأمطار وتحولت لخرابات وأوكار وزرائب وما بقى منها تحول لمعسكرات وكليات وغيرها، وحتى يعود التعليم لزمانه ومكانه يتوجب أن تتضافر الجهود الشعبية والمحلية لإعادة المدارس المتوسطة، ولتكن سنة تاسعة أولى مراحل عودة الابتدائي، وهذه المرحلة تتطلب إعادة حظيرة التعليم الواحدة وتجميع فتاتها من بين كليات التربية وإدارة المناهج في حوش بخت الرضا الفسيح، وتتطلب تأهيلاً خاصاً للمعلمين وتحسين أوضاعهم المعيشية، كما يتوجب إعادة النظر في مناهج التعليم قبل المدرسي ووضع ضوابط للرياض التي صارت تنافس الجامعات الخاصة حتى في شكل التخاريج.
٭ أفق قبل الأخير إذا أردنا أن ننهض بأمة يجب أن ننهض بمعلميها ونجعل مهنة المعلم هي المهنة الأولى من حيث الامتيازات. ٭ أفق أخير اللهم استرنا من سنة عاشرةصحيفة الإنتباهة
ع.ش