ومما رفعت راسا إلا وإنهارت واقعة على السرير من الدهشة :
– ده شنو يا راجل .. القلبك حمار ده منو ؟
– لا خلاس انتي الما عملو ليك (تعديل) امشى شوفي وشك ده وأضنينك ديل
ومشت المدام على الحوض حيث وجدت (المرايا مكسورة) فرفعت راسا في زعل :
– المرايا دي الكسرا منو !
وما أن رفعت راسا حتي (قامت) بالحوض (ما راس حمير) الذى تطاير في الهواء وتناثر إلى قطع صغيرة مما جعل الماء ينهمر من الماسورة (المكسورة) ويملاء المكان .
– كدي أطلعي لي بره وخلينا نقعد نشوف الحاصل ده شنو؟
– الحاصل شوفو براك كان علي أنا ما شايفة الموضوع بستحق ما نحنا حمير من زمان .. كدي هسه اضرب لي حسنين السباك ده يجي يصلح ليا الموية الكابه دي !
– طيب جيبي ليا الموبايل الفي السرير ده ! وللا أقول ليك خليكي بجيبو براي
كان السرير منخفضا لدرجة كبيرة حيث باءت كل محاولاتي لحمل الموبايل بالفشل فكلما هممت بالإمساك به كانت (يدي) تبعده قليلا (ما يد حمار) ، بعد تفكير قمت بالركوع أمام السرير ناحية الموبايل وحاولت أن أستخدم لساني للضغط على الأزرار غير أن ذلك كان غير ممكنا لتخانته (ما لسان حمير) !
– شوفي أقول ليك حاجة طريقة أضرب ليهو مافي فقبل ما الموية دي تغرق الدنيا أنا ح أمشي أناديهو!
– خرجت من الباب بصعوبة .. كانت الشوارع خالية إلا من بضع حمير هنا وهناك يسيرون بلا هدي وكأنهم يحدثون انفسهم بينما تبدو عليهم علامات الذهول والإعياء !
ما أن وصلت إلى منزل حسنين حتي قمت بدق الباب وقد كنت حريصاً على أن أدقه برفق حتي لا يسبب إزعاجا للجيران والدنيا صباح إلا ان الباب كاد أن ينخلع من قوة الضربات وإنفتح على مصراعيه (ما كدارين حمير) .. الشئ الذي جعلني أرى حسنين بوضوح وهو (يفنجط) في الحوش متجهاً نحوي :
– يللا بره بره .. كمان جابت ليها حمير من أول الصباح .. يللا
– يا حسنين يا خوي إستغفر !
– في دهشة : كمان حمار وبتتكلم !
– القصة دي هسه يا حسنين يا خوي خليها كدي شيل عدتك وتعال معاي عشان البيت ده عاوز يغرق
– دي ما المشكلة يا أستاذ
– طيب المشكلة شنو؟
– المشكلة هسه لو عاوزني أنقذ ليكا بيتك ده من الغرق انا أشيل العدة دي كيف ؟
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]