النائب الاول لرئيس الجمهورية شكل لجنة ذات مستوى عال من التخصصات والخبرات لتقييم وتقويم الاوضاع في مشروع الجزيرة ثم رفع تقرير في فترة لا تتجاوز الشهر من تكوينها. الامر الطبيعي أن ننتظر هذه اللجنة الموقرة إلى أن تصدر تقريرها ثم نعلق عليه إن كان لنا عليه تعليق ولكن في نفس الوقت ليس هناك ما يمنع من أن نقول رأينا في انشاء اللجنة والواجب المناط فهذا ليس امرا اجرائيا بحتا لانه يكشف عن رأي أو حتى نوايا متخذ القرار فيما يجري في الجزيرة. إن التقييم والتقويم المناط باللجنة رفع توصيات حولهما يفرضان أن متخذ القرار يرى أن الامور لا تسير على ما يرام أو على الاقل أن هناك سياسات بديلة يجب تقوم مقام السياسات المطبقة حاليا.
الاسئلة التي تفرض نفسها ومن تكوين اللجنة هل الحكومة اعترفت بأن الدرب ما زال (رايح) ليها في الجزيرة وانها (غالبها البتسويه فيها)؟ اين برنامج النهضة الزراعية؟ وماذا فعلت في الجزيرة؟ وهل امضت كل هذه السنوات دون أن تبلور سياسة زراعية لمشروع الجزيرة؟ اين وزارة الزراعة؟ المعلوم أن الدكتور المتعافي تسلم هذه الحقيبة لتنفيذ برنامج معين وجددت له الفترة في الحكومة العريضة لا بل اصر على أن يكون رئيسا لمجلس الادارة مخالفا قانون المشروع لكي يتحمل المسئولية كاملة فهل المتعافي ليس له سياسة محددة في الجزيرة ام أن له سياسة وفشلت؟ هل المتعافي موافق على هذه اللجنة ويريد منها أن تمده بسياسات جديدة ام له سياسات يريد أن تتبناها ام لم يُستشر في امرها من اصلو؟ وان كانت له سياسات قيد التطبيق فهل يجب عليه أن يوقفها إلى حين انتهاء عمل اللجنة؟
رئيس الجمهورية قالها وعلى رؤوس الاشهاد واكثر من مرة انه لن يبرح مقعده الرئاسي وفي دورته هذه الا بعد أن ترجع لمشروع الجزيرة عافيته، والعافية المشار اليها هي البنيات التحتية والسياسات فهل لم تكن لدى سيادته رؤية لهذه النهضة المرتجاة؟ ام انه معتمد على سياسات وزير الزراعة؟ ام على النهضة الزراعية؟ ام الآن على اللجنة الجديدة؟ ام هناك رؤية رئاسية يراد من هذه اللجنة مناقشتها وتعديلها أو حتى اجازتها؟
الأخوة رئيس واعضاء اللجنة الموقرون كلهم تقريبا كانوا على صلة بإصلاح أو حتى اعوجاج مشروع الجزيرة من قبل كلهم تقريبا كانوا في لجان شكلت من اجل دراسة اوضاع الجزيرة، كلهم على علم تام بخصائص قانون مشروع الجزيرة المطبق حاليا (قانون 2005) والقوانين التي كانت قبله والعراقيل التي وضعت امامه أو حتى التي نبعت منه. كلهم على علم ودراية كاملة بما يجري في المشروع الآن فالسؤال من اين سوف يبدأون؟ هل يلغون معلوماتهم السابقة ويبدأون من الصفر؟ هل هناك معلومات جديدة امدهم بها متخذ القرار ليكيفوا الأوضاع عليها؟ بلغة ناس ام درمان شن جد على المخدة , كيس جديد ولا تنجيد؟
الواضح يا جماعة الخير أن الحكومة اصبحت مرتبكة ومربكة فيما يتعلق بمشروع الجزيرة وان اقطاب الحكومة وسياسييها وتنفيذييها لديهم رؤى متابينة حول المشروع وأن كل فريق منهم يعمل بمعزل عن الفريق الآخر وأن أي طرف ينتظر فشل الطرف الآخر ليبدأ هو في فشل جديد فإن كان الذي ذهبنا اليه صحيحا فهو كفيل بتدمير ما تبقى من مشروع الجزيرة.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]