“عادل متولى” صاحب المكتبة لم يكن يعرف الكثير عن بهنس حتى وفاته، فعلاقته به كانت مثل علاقته بأى زائر لمكتبته، اقتصرت على سلام وسؤال لم يعقبه أبدا شراء بسبب ظروف الفنان المادية، يروى “عادل” لمحات من معرفته ببهنس: “كان له طقوس جميلة أول ما يوصل للمكتبة يرفع إيده بالسلام وبعدين ينزل يلمس الأرض بإيده كنوع من التحية، وكان ييجى المكتبة يسأل عن كتاب فنى ويقلب فيه ويعجبه بس مكنش بيشترى حاجة، ولو كان طلب منى فى مرة كتاب يقرأه مكنتش هقوله لا”.
خبر وفاة “بهنس” كان مفاجأة صادمة لصاحب المكتبة الذى اعتاد رؤية الفنان الهائم بشكل شبه يومى فى أحد شوارع وسط القاهرة يتبادلان سلاما على طريقة “بهنس” لا يفشل فى كل مرة فى انتزاع ابتسامة صاحب المكتبة، ومن يومها علق اللافتة على واجهة مكتبته: “كنت عاوز الناس تفضل فاكرة بهنس واللى شافه مرة فى الشارع قبل كده ميظنش أنه كان متشرد، ويعرف أنه كان فنان عمل معارض فى السودان وإثيوبيا وفرنسا بس كانت ظروفه سيئة وكل اللى بيشوف اللافتة سواء من الإخوة السودانين أو اللى كانوا يعرفوا بهنس بيدخلوا يتكلموا معايا ويحكوا موقف حصل بينهم وقصة جديدة عنه وحتى اللى ميعرفهوش بيدخل يستفسر وبكده سيرته هتفضل موجودة”.