في الخامسة مساء الأمس هاتفني الأخ العزيز الأستاذ عادل الباز ينقل لي خبر توجيهات السيد الرئيس بمحاسبة الجهات الضالعة في فقدان السودان لخط هيثرو الجوي وإعادته أو إعادة قيمته .. وما أن إنتهت مكالمة الأخ الباز حتى أنهمرت على هاتفي عشرات الرسائل والمهاتفات تخبرني بالأمر وإنتصار (الكسرة الثابتة) كما قال أحدهم .
سألني أحدهم ذات مرة (لماذا خط هيثرو بالذات) فأجبته لأنه قضية الفساد الوحيده الما عايزه ليها (درس عصر) ولا توجد فيها أي (مخارجات) يعنى القصة ما تقاوي عشان واحد يجي يقول (أنا إستوردتها سليمة وبعدين باظت في التخزين) أو نسبة الفطريات فيها شنو ما بعرف أو معدل النمو الما عارف شنو؟ حق هبوط لناقلنا الوطني وتم بيعه لشركة طيران (معروفة بالإسم) وقاشرة بيهو قدام العالم كوووولو بدون خجلة .. قضية أصغر محقق (تحت التمرين) ما تاخد معاهو يومين .. خطاب من حكومة السودان للشركة (القاشرة بالخط) : الخط ده بتاعنا من ( سنة كم) وخمسين الجابو ليكي منو وعمل ليكي تنازل؟ و(فاكس) من الشركة فيهو صورة العقد و(الإمضاءآت) والمسالة إنتهت !
لكن المسألة تنتهي بالبساطة دي؟ أكيد لا .. (المتورطون) في سرقة القرن هذه يعتمدون على ذاكرة الشعب المهترئة التي أصابها الوهن والإعياء وهي تطارد (قفة الملاح) أو إن شئت (كيس الملاح) وبقية الضرورات التي أصبحت للأسف (تبيح المحظورات) !
شهر شهرين تلاته والموضوع يتنسي .. ربما كان هذا لسان القوم (الما بخجلو) وهم يدخلون إلى خزائنهم وحساباتهم البنكية أموال هذا الشعب البائس الحزين الذي أمسي (يمشي على عجل الحديد) !
وجاءت فكرة (الكسرة الثابتة) لتنسف قاعدة (التناسي) لتزيد واوات التساؤل شهراً أثر شهر ليشاهد المسئولون المتقاعسون عن جلب المتورطين في هذه السرقة المشينة ليشاهدو بأعينهم الزمن الذي يمضى وهم (يغطغطون) على هذا الجرم النكير ! (يعني كسرة ونتيجة حائط) !
كل واو من واوات (الكسرة الثابتة) يمثل شهراً فهلا سال السيد الرئيس من هم أعضاء في لجنة التحقيق هذه فيم أنفقوا من جهد في كل شهر من هذه الواوات ؟ إنها فرصة ليست لتقديم المتورطين للعدالة وفضحهم بل إنها فرصة لمحاسبة المتورطين في (تعطيل العدالة) من أجل إكساب أجهزة الحكم المصداقية لدي المواطنين هذه المصداقية التي كادت أن تروح (شمار في مرقه) بفعل هؤلاء (ده لو ما راحت) !
في شبابي كنت أقتني عربة فلوكسواجن إشتريتها بثلاثمائة جنيه .. يوم أن إشتريتها قررت أن أقشر بها وأزور بها الأقارب (نظام إشتريت لي عربية وكده) فأخبرت الوالد والوالد عليهما رحمة الله أن يجهزوا روحم وقمت بغسيل العربة وتلميعها وعندما جاء العصر والواطة بردت خرجنا وفي أول منعطف (لاوز ليا شافع) فدخلت بالعربة في حيطة الجالوص بتاعت الجيران والتي ما صدقت إذ خرت واقعة فقد كانت فيما يبدو (على الهبشة) !
جات سلامة ولم يصب أحد بأذي .. وحيث أن جيراننا ديل بالذات (بتاعين شبك) فقد خرج أحدهم وهو يحمل ساطوراً والشرر يتطاير من عينيه
– ياخي معليش بس في شافع لاوز ليا !
– (والشرر يتطاير من عينيه)
– يا خي حيطتكم دي مش جالوص؟ أنا ح أبنيها ليكم طوب أحمر
– (والشرر يتطاير من عينيه)
– وأقول ليك حاجة؟ ح أبيضا ليكم بالاسمنت
– (والشرر يتطاير من عينيه)
– وأطرطشا ليكم كمان !
– قال لي وهو يرفع الساطور عاليا : نحنا عايزين حيطتنا ذاااااتا !
السيد الرئيس : قيمتو ما عايزنها .. قروش ما عايزين نحنا عاوزين (حيطتنا ذااااتا ) !!
كسرة :
تاني أي زول يعمل كده وللا كده نعمل ليهو كسرة ثابتة وكده !
كسرة ثابتة :
أخبار تنفيذ توجيهات الرئيس حول فقدان خط هيثرو شنو(و)؟؟
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]