(2)(خبرتي) المتواضعة بالحقيبة، تقول ان أبلغ توظيف لمفردة (المرض)، كانت من نصيب الشاعر (المظلوم)، محمد علي عثمان بدري الذي أنشد ذات حب: (مرضان باكي فاقد/ وفيك علاج طبيبي/ قالوا ترك سكونك/ يا دار وين حبيبي)؟!
(3)(حبيبي) بدري، وهو من (عندينا)، ومن الناطقين بغيرها، تكمن عبقريته في إستخدام كلمة (مرضان) بدلاً عن (عيّان)، لأن الأولى أقرب للتعبير عن العلة التي تصيب الأرواح وتشطر القلوب وتفطر الفؤاد و(تطلّع زيتك)، أكثر من دلالتها على الأعطاب التي تصيب الأجساد و(أسبيراتها)، لذا عمد لحيلة بلاغية غاية في الدقة وتكثيف المعنى وتوصيف الأسى لإستحلاب (الريد والحنان) من محبوبته (الغتيتة)، بأن ألحق البكاء وفقدان الصواب، بـ (بالمرض)، ليفاقم من محنته ويكسب بها (الصديق العربي والعدو الإسرائيلي والدكتور بتاعنا).
(4)(الدكتور بتاعنا)، يمكن أن نصنّف له أغنيات الحقيبة ونرتّبها على نسق التخصصات الطبية الدقيقة، لأن هناك أغنيات خاصة بالعيون: (عيوني وعيونك أسباب لوعتي)، وجراحة القلب: (آهة بتجرح قلب المشتاق)، وأمراض الجهاز التنفسي: (كم قلبي بالأنفاس لأنفاسك غمر/ الجو سكر من ريّك إتعطر خمر)، والعظام: (انكسرت أعضاي من كسرة الولوع/ وأبكي العبره خانقه وأنا ليها البلوع)، والطب النفسي: (عـقـلـي كـاد يـنـزاح وقولـّي هـجرك جـد يا جافي واللاّ مزاح؟!)، والأسنان: (يا أم سنوناً من درر يتلاصفن/ زى بريق العِينة فاطرك في المثل). والباطنية: (جسمي المنحول براهو جفاك). وناس الصدرية: (والصدر البي النهد برز/ قلّع تُقلو رجّح بالضمير الإنتحل/ والكفل في المشية يقلع ويتنتل/ زى مشية المُهره في الطين الوحل). وتطويل الشعر: (وجهو يخجّل نور الفجر/ شعرو فوق الأرداف يجر/ ديمة تابع الصد والهجر/ أصلو حُكم الغي كلو جُور). والغدد: (صُب يا دمعي لا تكون جاف/ ويا قلبي البقيت رجّاف)!
(5) (رجّاف) أنت يا صاح، لو (باريت الحقيبة المتفجرة دي)، لأنها تحتشد بأغنيات من صميم تخصص النساء والولادة وأطفال الأنابيب والمسالك البولية و(اللاسلكية)، لذا يجب أن تسكت عن بقية التخصصات التي يبحث عنها المرضى (بعيد بعيد)، بعيد عنّكم!
وخلي بالك..
هذه الأبيات تصلح اعلاناً لـ (أجعص) عيادة تجميل في البلد، من التي تخصصت في السمكرة والترقيع: (زاحم كتفُو كفلو ماج ديسُو الوفر/ عمْعم ديسُو درعُو وفى بعضو انضفر/ حاكى الغيم تنقّل يا غالي النفر/ وقول للوزّة غُوري وفي عينيك ضفر)!
وجدي الكردي