وعندما أشدنا قبل المباراة بأحد أهم أسلحة العين وهو عمر عبد الرحمن جاءت الهجومات المنظمة والعشوائية من كل حدب وصوب تنتقد التركيز على هذه الإشادة وتؤكد أنه لا وجه للمقارنة بين عموري والشلهوب مثلا.. وما حدث في المباراة يؤكد أن عموري «عملة نادرة جدا»، فسجل هدفا وصنع آخر وعين العين التي رصدته تؤكد أيضا أنها ثاقبة النظرة بعيدة الرؤية وما كتبته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية عن اهتمام برشلونة وآرسنال الإنجليزي بضم «عموري» شهادة أخرى بحق أحد أهم نجوم الكرة العربية، بل أضافت الصحيفة أن الإماراتي يشبه الإسباني ديفيد سلفا نجم مان سيتي الذي يريد الذهاب لريال مدريد وأن بطل إنجلترا أيضا يسعى وراء عموري ومعه أندية بروسيا دورتموند وشالكه وهامبورغ الألمانية، وحتى لو كان هذا الكلام كله غير صحيح أو مبالغات إعلامية «لم يتعود عليها الإعلام الإماراتي نهائيا» والمنشور أساسا ظهر في صحيفة بريطانية وليس عربية، يبقى عموري علامة فارقة ينتظرها مستقبل عالمي لو عرف صاحبها كيف يستثمر موهبته.
تقريبا نفس الأمر حدث مع التوقعات بصعوبة موقف النصر السعودي في إياب ربع نهائي كأس الاتحاد العربي للأندية في موقعته مع عربي الكويت الذي تمكن من تسجيل هدفين في الرياض رغم خسارته بالثلاثة، ومن يسجل خارج أرضه قادر على أن يسجل على أرضه، وخاصة أنه أخرج متصدر الدوري السعودي وهو الفتح.. نفس الكلام نسمعه أن التوقع بفوز العربي أو تأهله محاولة لإحباط النصراويين، علما أنه في حال توقع العكس سيقولون تخدير وحرب نفسية! والنتيجة فوز العربي بهدفين نظيفين.
يجب أن نرتقي بتفكيرنا وبطرق نقاشاتنا وأن نتقبل حقيقة بسيطة هي أن الآخرين يعملون كما نعمل ويستعدون كما نستعد «وربما أفضل»، وأن الكون لا يبدأ وينتهي عندنا وحدنا، وأن عدم اطلاعنا على ما يفعله الآخرون هو مشكلتنا نحن.. وليست مشكلتهم ولن تكون.