شطحات بلة الغائب
يلعب على أوتار بساطة الناس وتصديقهم لإدعاءاته، يتحدث بسذاجة وبمعلومات (مضروبة) لا تحتاج حتى لتفكير.. يستغل (خزعبلاته) للشهرة ولترويج ما يقول.. وإلى هنا لا بأس في ذلك، فالأمر متوقع،.. المشكلة أننا نحن من نفرد له مساحة في الصحف ووسائل الإعلام ليتحدث بما يرغب، للخروج بعناوين مثيرة، تجذب الانتباه، تزيد التوزيع وتكون بمثابة حديث للناس.!
إن كان بلة الغائب من المنجمين أو المتنبئين أو العرافين، أيا كان اسمه، وصدق في تنبوءاته أو أقواله، لكان الاهتمام به متوقعا وجائزا وربما مرغوبا، رغم أن (الحُرمة الدينية) قد تدخل في هذا النطاق.. لكن أن يخرج علينا كل يوم بنبوءة (عبيطة) فنفرد له المساحة ونتناقش حول صحتها وخطئها فهو ما يثير الحيرة ويدعو للاندهاش!
يخرج علينا (الشيخ) بلة الغائب بخبر أن الطائرة الماليزية التي اختفت موجودة “ببلاد الجن الأحمر” وأنه قادر على العثور عليها إذا ما طلب منه، فخاب فأله وصرنا نتحدث عنه وكأنه كان من الصائبين.!
توقع من قبل ذات الرجل هروب رئيس الحركة الشعبية سلفا كير إلى دولة مجاورة، وبأن يصوت الجنوبيون للوحدة، ويحكى أنه قال أيضا حين اختفاء طائرة جون قرنق أنه لم يمت وسيظهر يوما وليس بعيدا ما ذكره بأن الرئيس سيحكم السودان ثمانية عشرة عاماً وخمسة وعشرين يوما (محتارة أنا في الـ(25) يوم)!!
الاعتقاد السائد لدى معظمنا، أن هذه الأمور والأخرى المشابهة لها، موجودة وقابلة للتصديق، فكم من مرة صدقنا تلك الشائعات التي تقول بأن والي إحدى ولايات دارفور “قاعد في ولايته بي فكي”.. وأن مدير أحد القنوات الرسمية الذي لم يتزحزح من مكانه “عامل ليه عمل قوي” ويسهل التصديق حينما ترتبط الأحداث بالواقع، وتكثر التساؤلات “فاشل.. طيب قاعد كيف وليه؟!”.
عزوت اهتمامنا بمثل هؤلاء الأشخاص وهذه القصص رغم فبركتها وعدم صحتها، فقط “لأجل القارئ”، فنحن ربما لم نجد لبعضهم ما يمتعهم من مواد صحفية أو يثير فضولهم فنلجأ بين فينة لأحاديث آل بلة و(هرائهم) عشان نبيع وتقرونا.!!
لينا يعقوب