[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]بلد بـ«هامات الرجال» [/ALIGN]تمضي السنوات في حياة الأمم والشعوب تحمل بين طياتها الجهد والعرق والدماء فتشكل إرثاً وافراً يتذوق طمعه الجيل من بعد الجيل.. ولأننا جيل جاء بعد أن حكم أبناء البلد بلادهم فإننا لم نعش فترة يحكمنا فيها دخيل وافد.. ورغم ذلك ندرك أن الإستقلال لم يأت بالهين أو كما يقول البعض «بأخوي وأخوك».. ولم يجل رجالات بلادي المستعمر إلا بعد أن «عصروا» جهوداً جبارة وسالت دماء غالية.. أكثر من ثلاثة وخمسين عاماً مضت بعد أن أستقلت البلاد.. ثم ماذا بعد؟.. هل أضاعت السياسات المتضاربة ما بعد الإستقلال، طعم ونكهة تلك البطولات الخالدة التي وقفت في وجه «الخواجة» و«الباشا الغشيم».. إذن لماذا يذكر أبناء وبنات هذا الجيل مطلع العام بإحتفالات رأس السنة وحفلاتها الصاخبة ولا يندون ألسنتهم بذكرى الإستقلال المجيد.. هل لأنهم لم يعرفوا قدر وحساسية الإنجاز أم أن الأمر برمته يدخل في طائلة الخنوع والإستسلام المهين الذي أستشرى في حياة شعوبنا الجمعية وتعمقت جذوره في الوجدان داخل حدود الوطن.. صدمتني صغيرتي «ولاء» وهي تشاهد فيلم كرتون بشغف زائد عندما طلبت منها أن تفسح لي المجال لأشاهد قناة الجزيرة وأرى آخر تطورات ما يدور في «غزة» فردت عليَّ «يا أمي عليك الله خليني شوية أكمل الفيلم.. بعدين غزة قاعدة الليلة وبكرة وطوالي».. عندها أحسست بخوف شديد، فسألتها أنت عارفة بكرة إجازة ليه؟.. فردت بسرعة «رأس السنة».. «طيب يا بتي ما أدوكم فكرة عن الإستقلال».. «أدونا اليوم نرفع راية إستقلالنا».. وحتى لا يكون إستقلالنا مجرد أغنية نرددها مطلع كل عام ونتركها وراء ظهورنا نحتاج أن يتوسع الإحساس بالوطنية والغيرة على البلاد.. وإن لم تنمُ هذه البذرة فعلى الوطنية السلام. آخر الكلام: نحتاج لوطن تجبرنا هامات رجاله على الإستعداد للفداء والتضحية.. ورغم كل شيء فلنغنِ اليوم نرفع راية إستقلالنا.. وليولد شعبنا بكل الحب والحرص على التفاني.
سياج – آخر لحظة -العدد 864 [/ALIGN]