وفاة ملحن ( الساقية لسة مدورة ) باليمن بعد صراع مرير مع المرض

شيعت العاصمة اليمنية الموسيقار ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻧﺎﺟﻲ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻧﺎﻫﺰ ﺍﻟـ 70 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ومن المعروف أنه لحن العديد من الأعمال الغنائية المميزة لكثير من الفنانين السودانيين وعلي رأسهم الدكتور الفنان حمد الريح وأبرز أغانيه التي وضع لها الألحان ( الساقية ).
وكان الموت قد غيبه ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ باحدي المستشفيات بالعاصمة اليمنية صنعاء بعد صراع مرير مع المرض الذي نجم عنه ﻫﺒﻮﻃﺎ ﺣﺎﺩﺍً ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ جراحية أجريت له وكانت العملية (ﻗﻠﺐ ﻣﻔﺘﻮﺡ).
وبالعودة إلي سيرته الذاتية نجد أن الموسيقار ناجي القدسي من مواليد ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻄﺒﺮﺓ المدينة الواقعة شمال ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ في العام 1944 ﻡ، من أب ﻳﻤﻨﻲ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ، ﻭﺃﻡ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ.
في العاشرة من عمره شد الرحال مع أسرته إلي مدينة سنار ثم التحق ﺑﺎﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺷﻐﻔﻪ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﺣﺎﻣﺪ ﺣﺎﺭﺱ ﻣﺮﻣﻰ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑـ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ.
ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﻠﺤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺮﻓﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﻟﻒ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺧﺎﺹ ﺑﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﺃﻭﺭﻛﺴﺘﺮﺍ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1961 ﻡ، ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺴﻴﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻫﺎﺷﻢ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﻋﻮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﺎﺏ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ .. ﻭﻟﺤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺣﺴﻴﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﻫﻲ : ﺟﺴﻤﻲ ﺍﻧﺘﺤﻞ، ﺿﺎﻉ ﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﺳﻠﻮﻯ، ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ،ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ، ﻻﻗﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻼﻡ ، ﻭﻗﺪ ﺳُﺠِﻠﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻺﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1961 ﻡ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻫﺎﺷﻢ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﻻﻗﺖ ﺭﻭﺍﺟﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً .
ﻏﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ 1976 ﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻟﺤﻨﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1982 ﻡ … ﺣﻴﺚ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻋﺰﻟﺘﻪ، ﻭﺍﻧﺤﺼﺎﺭ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﺃﻧﺠﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﻦ ﺍﻟﺨﻤﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ .

الخرطوم : سراج النعيم

Exit mobile version