غريب الدارين …… ومقارنة بين جارين ….فيالصمت القبور ….ويا لقوة الجار الجسور !!

قوتك يا جارتي العزيزة بقدر ما تبهرني وتعجبني تجعلني أتحسر على حالنا . وبعد أن أتجرع حسرتي إلى ثمالتها أتساءل في حيرة وأستفسر
لمــــــــــــــــــــــــاذا تسكت حكومتنا ؟ وما سرُّ هــذا الصمت المتخاذل ؟ ….صمت يذبحنا آلاف المرات …وكلما مارس جارنا الشمالي الحقود خساسته ومكره علينا ، ألا ترون جيرانكم وماهم فيه من عز القوة ؟

هل هو صمت الحكمـــــــــــــــة ؟ إلى أن ينجلي ليل المحنة !
لو كان كذلك فما أجدرنا بالصبر ! وسنصبر حتى يعلم الصبر أننا صابرون على أمرٍ أمرّ من الصبر .
وتصفو الليالي بعد كدرتها ….فكل دورٍ إذا ما تمّ ينقلبُ

هل هو صمت الجبن والضعف ؟ فنحن مش أد المصريين ! بقض وقضيض إعلامهم النبّاح الذي يجلب بخيله ورجله .

أم إنها عدم الهمة ….ودفن الرؤوس في رمال اللامبالاة والتقاعد عن الارتقاء وآفاق المعالي؟!
فعسانا لسنا من جنس من يقولون ” إنا ههنا قاعدون ” .
فالنفوسُ إذا كانت كبارا ….تعبت في مرادها الأجسامُ
ولكن نقول لهم كما قال الشاعر :
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ………….لنفسي حياة مثل أن أتقدما
فلســـنا على الأعقاب تدمي كلومنا ….ولكن على أقدامنا تقطر الدمــا

لكن الأمر يكون خطيرا ويصل حدَّ أن تكون أو لاتكون حينما يتطاول خصمك عليك ويتمادى دون وازع من ضمير ، ويسدر في غيه غير آبه لشيء …ويسعى ما وسعه الجهد ليسبب لك الضرر ، ويحاول ما استطاع أن يمحوك من خارطة الحياة لو كان ذلك في مقدوره .
سقت هذا المدخل لألج إعجابا وانبهارا بجارتنا أثيوبيا ….فأي قوة وأي جسارة !
فياترى بمَ فاتتنا أثيوبيا ؟ !
بكثرة المال والبشر ؟ أم بقوة السلاح ؟ أم بجسارة الرجال ؟
أما أثيوبيا فنعرف أنّ الجسارة تتحدر في دماء أهلها منذ قديم الزمان ويقف علي ذلك شواهد عديدة .
جسارة قد تصل حد الكفر والطغيان ودليلها فعل أبرهة لما أراد تحدي الإرادة الإلهية فجاءت عقوبته بقدر جسارته .
أو تتسامى تلك الجسارة لتصل حد الإيمان كما فعل الرجل المؤمن النجاشي حين تحدى بطانته الكافرة وآوى نفرا من مستضعفي المسلمين ، أو حين لم يسلمهم لمن جاء يطلبهم من كفار قريش
وهاهي أثيوبيا تسوقها جسارتها الموروثة تمضي فيما هي فيه ، لم يوقفها تهديد فارغ ،ولم يعطلها ناعق كذاب ، وكاد بنيانها يكتمل صرحه ، يقف شامخا يمدُّ لسانه سخرية من المدعين .
وراجع الخبر في موقعنا عن وزارة خارجيتها وما يحمل في طياته من لهجة قوية حازمة ….ثم اقرأ في نهاية الخبر ماورد عن احتفالها بالذكرى الثالثة لبناء السد ، فموتوا بغيظكم أيها الحاقدون الجاهلون ….ولا عزاء للطغاة المتفرعنون .

وأما نحن وما أدراك من نحن ! فالجسارة تشيع في غنائنا لدرجة الهوس !
للخصيم ضربو بياذى موسى المر الحجازى. دخلوها وصقيرها حام>>> انا ليهم بقول كلام
……ياتو كـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام ووينو ؟!
وهل لتلك الجسارة من واقع على الأرض يثبتها ؟ ليس هذا تشكيكا في جيشنا الهمام وحرارة قلوبنا ….لكنه حيرة في موقف نظامنا الصامت ، الساكت ، ….
مما يجعلني أقول :
دعِ الأيام تفعل ما تشاء ….وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ……..فما لحوادث الدنيا بقاء
فقد حكم القضاء علينا بمن يستطيع أن يصمت ويسكت على مالا يسكت عليه ، ويضع يده في الماء البارد ، بينما تغلي نفوسنا غيظا وتموت قلوبنا كمدا ، ولكننا مؤمنون بأن حوادث الدنيا ستمضي وتتغير الظروف .
وسنوكل أمرنا لمن لا يغفو ولا ينام ، إذ أعيتنا الحيلة ، موقنين بأنه عز وجل سيرمي ولن تطيش رميته ، ولنا شاهد في عبد المطلب حين خرج من مكة وأوكل حماية البيت لربه .
غريب الدارين

Exit mobile version