وكان عثمان ألمو فناناً متعدد المواهب وعازفاً بارعاً علي العديد من الآلات الموسيقية مثل: الكلارنيت ــ الساكسفون ــ الطرمبون ــ الطرمبة الكاونترباص.. وبطبيعة عمله بفرقة البوليس كان يجيد عزف كل الآلات النحاسية التي كانت تستخدم كثيراً.. وكذلك الجيتار، ولتعلمه العزف علية قصة طويلة حين اشتد به الحنين الى اصوله، وطلب من والده لسنوات متواصلة ان يذهب الي اعمامه وأهله بالحبشة آنذاك ليتعرف عليهم، وكان والده يصبره كل عام ويوعده بأنهم السنة القادمة سيذهبون الى هناك.
ولكن عندما تعددت الوعود ولم يف والده بها اصر على الذهاب، وذهب عن طريق الشاحنات واللواري التي كانت تنقل البضائع بين البلدين، وقد استقر فيها حوالى عامين ومن ثم قفل راجعاً الى السودان، وفيها تعلم العزف على آلة الجيتار وكان بارعاً فيه بشكل ممتاز، وكان اول عازف له بالسودان.
وكذلك مشاركاته بالعزف مع العديد من الفنانين الذين ظهروا في فترة الاربعينيات.. وذكر محمد وردى فى حوار شهير 1995 ان عثمان ألمو قد شاركة فى العزف فى أغنية «الحبيب العائد» فى النصف الاول من ستين القرن الماضى، حيث عزف «صولو على آلة القيثارة، وذكر وردى أن تلك كانت المرة الأولى التى تدخل فيها هذه الآلة ضمن الاوركسترا، وكان عثمان ألمو ملحناً أيضاً.
وبدأت الفرقة بعزف المقطوعات الموسيقية من مؤلفات غربية بالإضافة إلى الموسيقى السودانية وبعدها بدأت الفرقة بتقديم الحفلات في الأفراح وبعض المناسبات التي تقام في المعاهد والجامعات وانضم اليها بعض العازفين الجدد مثل عازف الباص جيتار محمد جبريل وعازف الساكسفون إبراهيم عثمان.
ثم اندمجت فيما يسمى البلوستار التى تأسست من افراد فرقة صحارى واستقطبت جزء منها، وكانت لي فرقة بدر باند وهي مستمرة حتى الآن لنكون البلوستارز.. وهى مستمرة حتى الآن واعمل كصديق وموجة لهم وهم اسسوا نفسهم ومرجعيتهم لي في كثير من الاشياء.. اكثر المواقف كانت صعوبة الحصول على الآلات، وكنا ننجر الترابيز ويتعذر علينا الحصول على مايك للجيتار وشرحبيل ادخلها قبلنا.. واحب ان اقول إن فرق الجاز عندنا فرق معاصرة وليست جازاً.. واصعب ما واجهنا أن المجتمع السودانى لم يتقبل هذه الفرق واعتبرها دخيلة، ثم اصبحت حفلات الاعراس تطلب فرق الجاز.. وللتحايل على الآلات كنا نستعين باخواننا في القوات المسلحة العازفين.. وغناؤنا كان خليطاً من الاجنبي والسودانى والحبشي.
واول عرض كان باضواء بحرى في المناسبات واعياد نوفمبر في الحدائق العامة، ونقدم عروضنا انا وصلاح بروان وكمال كيلا وشرحبيل.
والانقطاع كان بسبب ظروف كثيرة مثل سفرى الى ليبيا فابتعدت عن الحركة واستمرت البلوستارز بعدى.
تقول الأستاذة عايدة حسين زوجة الاستاذ بدر الدين: كان بدر الدين يعمل في مكتب الاعلام الامريكي في الخرطوم، وبدأت الفكرة من هناك، وكان مطلعاً كثيراً ويعزف الجيتار، وكونت فرقة اضواء بحرى واكتسحت الساحة، ثم سافر إلى اثيوبيا وبعدها كون بدر باند فترة طويلة، ومعظم اعلام موسيقى الجاز كانوا في بيتنا، كمال كيلا وبراون وصلاح خليل ومحمد جبريل، ثم كون البلوستارز مع زملائه عمر قيلي وفتحى عبد الوهاب وابو رزقة، ثم سافر وترك الفرقة تعمل.. وكنا شباب والدنيا بخير والنجاح غطى على المشكلات، وكانوا يعانون من احضار الآلات، واذكر مرة صنعوا كونترباص ولم يستطيعوا اخراجه من المنزل الا عبر الحائط، وكانوا فنانين بالفطرة.. ولم تجذبنى هواية المشاركة لكن لي اذن موسيقية .. ومنال ابنتى قامت في اجواء الموسيقي وكانت تنام بعزف الموسيقى واحضر لها والدها اورغن ولها شقيقة تغنى وشقيقها يعزف درامز.. وكنت خائف ان يؤثر على دراستها وتخوفت عليها من الوسط ومجتمعنا نظيف.
وظهرت في الوجود فرقة جاز الديم وركزت الفرقة على استنباط أعمال والحان من ذات ملامح غرب إفريقية، فذاعت أغنية «حجة كولن كولن » او «باشاكا» وتغنى بها الديامة، وكانت السبب في شهرة عمر عبدو مؤسسها
واهتمت فرقة جاز الديم بالألحان الخفيفة والسريعة ولم تنس حق الأغنيات الكبيرة ذات المقاطع المتعددة، فسرت أغنية «ربيع أخضر» حتى رقصت عليها العرائس، واحتلت الأغنية الوطنية مكانها وسط أغنيات جاز الديم، فكانت «أخي في الغابة من شلك من باريا ولاتوكا.. أخي حييني وأحييكا»، وكانت أول مناداة للأخوة والسلام بين أبناء الوطن الواحد.
وكمال كيلا سكن لفترة بديم القنا جوار عمر عبدو وكان يتعاون مع الفرقة في عروضهم بالساحة الشعبية، ومعظم العازفين كانوا مشتركين بين الفرق، الا ان كمال كيلا وشرحبيل كانت لهما فرقتهما الخاصة أسوة بجاز الديوم والعقارب وفرقة جاز النسر وهي الفرقة التي أسسها الرائد قسم الله بمعاونة عمر عبدو المرحوم.. وعمر عبدو كان قائداً لفرقة جاز الديم حتى وفاته، وتأسيس الفرقة سبق ذالك بكثير، وهناك رواية ان شرحبيل عمل في بداية حياته في جاز الديم. ووكانت وفاة عمر عبدو في حادث سير مع عدد من اعضاء الفرقة بعد احياء مناسبة زواج في سنار، والحادث كان بالقرب من الحاج عبد الله بعربة بوكس موديل «78» كان يستقلها اعضاء الفرقة، وتم دفنهم في مقابر فاروق من الناحية الشمالية الشرقية.
ومن أهم الفرق فرقة جاز الافارقة: سامى المك اورغن ــ عوض عمر جيتارــ فاروق كمبال ساكس.
وفرقة جاز العقارب الاولي 1960م، وأسسها الطيب رابح حموري وفؤاد علامة وعامر ناصر ساكس.
ومحمد حمو بدأ الموسيقى بفرقة الخرطوم الثانوية القديمة، وكانوا يعزفون مقاطع من موسيقى فرقة افريقية زارت السودان فى اواخر الستينيات «هارامبي آفريكا».
وعزفت فرقة البلوستارز مع النجم العالمي جيمي كليف عند زيارته للسودان منتصف السبعينيات وعلى ما أعتقد قدم حفلتين.
وعند رجوعه إلى أمريكا أصدر ألبوماً بعنوان Bango Man ولحن هذه الأغنية يحمل طابع النوبة وإيقاعات الطريقة القادرية «يبدو أنه استوحى اللحن من زيارته وحضور الذكر المشهور بحمد النيل بأم درمان»
وتقول د. منال بدر الدين عن البلو ستارز: كان عندهم معجبون وجمهور في فترة السبعينيات، ووجدت الفرقة قبولاً كبيراً، ثم سمى نفسه بدرباند، والبلوستارز بعدها سافر الى ليبيا، والآن بلو ستارز تنازل لهم عنها تخليداً لها، وهم اشخاص مختلفون وتوفى منهم عمر قيلي وتاج الدين عازف البلوستارز.
صحيفة الإنتباهة
سارة شرف الدين