بالامس اطلعت على تصريح صحفي *للسيد اركو مناوي نقلته عن الشرق الاوسط اللندنية عدد من المواقع الاعلامية..شتت مناوي الكرة *بشكل عشوائي في أكثر من اتجاه..اكد مناوي ان مشكلة دارفور سياسية في المقام الاول وليست قبلية..ولكن الجديد مطالبة الرجل بحكم ذاتي كامل لدار فور..حاول مناوي تبرير موقفه الجديد بقسوة الحكومة العسكرية تجاه سكان الاقليم الجريح ..كما هاجم مناوي ملتقى ام جرس الذي جمع عدد من الحركات الدارفورية بالحكومة السودانية عبر وساطة قادها الرئيس التشادي ادريس دبي..مناوي اعتبر الملتقى مؤامرة يقودها الرئيس التشادي ضد دارفور وترمي لتوطين قبائل عربية بعد إزاحة قبيلة الزغاوة.
بداية دارفور الان تتمتع بشكل من الحكم الذاتي يتمثل في السلطة الإقليمية التي ترأسها من قبل مناوي والآن يقودها التيجاني السيسي رغم ذلك ما زالت الحرب مستعرة والموت اقرب للمدنين من حبل الوريد..بل التجارب أكدت ان الحكم الذاتي وان وصل مرحلة الانفصال لن يحقق الاستقرار في مناطق ملتهبة وتعيش في انقسامات حادة ولنا في جنوب السودان أسوة سيئة ونموذجا قابل للتطبيق في المجتمعات المشابهة.. الا ان الأهم من ذلك كيف لرجل مازال يتحدث بلسان قبلي و ينهض للدفاع *عن مصالح إثنية محددة ان يطالب بحكم ذاتي كامل لدارفور ..مناوي لم يتمكن من تطوير خطابه السياسي ليتحدث عن جميع المكونات الاجتماعية في دارفور.
عندما كان مناوي يتحدث عن المؤامرة التي يقودها الرئيس التشادي ضد قبيلة الزغاوة التي نكن لها احترام تستحقه كان رفاقه في الجناح الاخر من حركة تحرير السودان الذي يقودها المحامي عبد الواحد نور يطرحون ورقة علمية مميزة تتحدث عن المواطنة في دولة ديمقراطية علمانية..بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف مع تلك الاجتهادات التى حوتها الورقة العلمية الا انها تستحق الإشادة والتقدير لانها تعاملت مع قضايا السودان كحزمة واحدة ولم تستسهل الحلول كما فعل السيد اركو مناوي في دعوته غير المبررة لحكم ذاتي كامل لدارفور سيكون مقدمة للحديث عن انفصال دارفور في المستقبل القريب.
بصراحة علينا الإقرار بان دارفور تعيش في أزمة إنسانية كبيرة ..ملايين من أهلنا يتفرقون بين معسكرات اللجوء والنزوح..مئات الآلاف يموتون كل حين في حرب غير مبررة..رغم هذا الواقع البائس الا ان محاولات الهروب الى الامام وتقديم أطروحات انفصالية لن يكون الحل الشافي ..بل أثبتت التجارب ان الحلول الفوقية التي تقوم على استحداث مناصب سياسية تحقق رغبات القيادات وأحلامهم الذاتية ولكنها لا تخدم الشعوب.
الان السيد مناوي يريد ان يركب ذات المركب لتحقيق اهداف شخصية..مسيرته تؤكد زعمنا..ما ان قويت شوكة حركة تحرير السودان قبل عشرة أعوام حتى استغل مناوي القبيلة وتمكن عبر انقلاب عسكري خطط له عبر مؤتمر (حسكنيتة ) من إقصاء المحامي عبد الواحد نور..في مؤتمر( أبوجا) وحينما أمتنعت الحركات الدارفورية من توقيع اتفاق سلام نهائي مع الحكومة السودانية تعجل مناوي وعينه على القصر ووقع اتفاقا لم يدم طويلا..من ثمرة ذاك الاتفاق ان بات المحارب السابق مساعدا اكبر للرئيس البشير..ما ان اقتربت الانتخابات ووجد مناوي ان حصاده لن يكون وفيرا فاختار ان يعود للحرب.
في تقديري ان لكل السودانين الا ينجرفوا مع شعارات جوفاء لا تخدم الا أجندة شخصية..مظالم دارفور تستحق الحل العاجل ولكن يجب *الا تكون مطية للباحثين عن المجد الشخصي. عبد الباقي الظافر