[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]الحياة فرصة! [/ALIGN]
دائرة مفرغة تلك التي تدور فيها الدوائر الإنسانية اللاهثة خلف العدم والجدلية التي لا تعطي منتهاها إلى بيان ووضوح.. هكذا كان «أحمد» يتفلسف بعباراته الفضفاضة في نقاشاته التي لا تثمر شيئاً إلا أنه رجل كثير الكلام المنمق ورغم أن «مروة» تعرف أنه متفلسف لكنها في ذلك اليوم كانت الأكثر إحتمالاً له، لأنها تنتظر منه قراره النهائي بخصوص تحديد موعد إقترانه بها.. «أحمد» نطقتها بكل قوة «ركز معاي شوية.. خلي الكلام الكبار كبار دا».. «مالك في شنو يا مروة».. «يا أخي أمي أكلت لحمي.. متين عايز تتم الموضوع».. «يا مروة الجو العام حزين والهم العام يمنعني أن أفكر في المواضيع الخاصة».. «يا أحمد مرة تقول لي مشكلة الـ «….» ومرة مشكلة «….».. أنا ذنبي شنو.. إنت عايز تتزوجني أنا ولا عايز تتزوج الظرف العام».. «يا مروة إنت ما قادرة تنفذي إلى الهموم العامة بقدر إحتمالك للظرف الخاص».. وعندما وصل إلى جدلية فارغة من الكلام حسمت «مروة» الأمر بخلعها لخاتم الخطوبة «هاك أتفضل وخلي الفلسفة التنفعك».. فأنفرجت شفتاه عن إندهاشة قوية.. وقفلت عائدة إلى البيت.. وكان أثر التعب والإرهاق بادياً عليها.. سألتها أمها «مالك يا مروة» ردت بأسى وألم واضح «خلاص يا أمي حسمت ليك موضوع «أحمد دا».. «كيف يا بتي».. «خلاص سبتو».. «ليه يا بتي كفيتي نعمتك».. «كفيت نعمتي بشنو.. دا زول بتاع كلام ساي.. نقة وفلسفة فارغة.. بركة الله حلاني منه.. دا كان صبحني بنقة وفلسفة ومساني بكلامه الكبار الما فيهو فائدة دا ولا خير».. «سجمي يا بتي دايرة تبوري لي زي بنات «الصافي» المحنان فيهن لحدي هسة.. كدي قولي خير وخلينا نمشي نقابله ونشوف الموضوع دا ممكن نعالجه كيف».. «والله يا أمي تمشي ليهو ما أقعد في البيت دا دقيقة واحدة».. «يا بتي الموضوع دا قعدوا ليهو رجال.. لازم كمان نشاورهم».. «يا أمي الموضوع دا أنتهى.. أنتهى» وأجهشت مروة بدموع وافرة وأسى بين.. ومن جانبه أستغربت والدة «أحمد» على خبر إستبعاده لموضوع إرتباطه بمروة بهذا التطور السريع «يا ولدي مالك.. أستهدى بالله.. ناس مروة ديل ناس كويسين وأسرتهم أسرة محترمة.. قول خير.. وخلينا نمشي نشوف الموضوع ونلمو من تاني».. «لا يا أمي الموضوع دا غير قابل للنقاش».. الزولة دي شايفة كلامي فلسفة ساي وبالطريقة دي في المستقبل ما حتقدر تفهمني وأحسن الموضوع إنتهى لحدي هنا».. وفي مشهد آخر صويحبات «مروة» وهن يلتففن حولها ويقهقهن على فلسفة «أحمد» التي كانت.. وكانت صاحبتها «منى» أكثرهن قهقهة.. وتمر الأيام ويهدأ الأمر وتندمج مروة في حياتها بعيداً عنه ولكن في النفس بعض من أمل.. إلى أن جاءتهم والدة صديقتها «منى» تدعوهم لخطوبة «منى» ففرحت أول الأمر ثم سألتها العريس من وين.. فأجابتها.. العريس بتعرفوا كويس «الفيلسوف أحمد». آخر الكلام: الحياة فرصة!!
سياج – آخر لحظة -العدد 863 [/ALIGN]