مصطفى عثمان: زيارة أمير قطر للبلاد اليوم ليست دعما لحلف ضد آخر

[JUSTIFY]يتولى د. مصطفى عثمان إسماعيل إدارة ملف الحوار منذ أن أعلن الرئيس مبادرته بشأن ذلك في خطابه الأخير، ومنذ ذلك الوقت وعثمان يقود حركة مكوكية بين الأحزاب للتمهيد لهذا الحوار الشامل.. بجانب ذلك يشغل الرجل حزمة حقائب أخرى، وفي طليعتها الملف الاستثماري. ذهبنا إلى الرجل نستفسره حول العديد من الأمور وفتحنا معه كافة الملفات الراهنة بالبلاد، وسألناه عن سير الحوار الوطني، والأجندة المتوقعة في الأيام القادمة، كما تطرقنا للزيارة التي يقوم بها أمير قطر إلى البلاد اليوم.. أدناه الجزء الأول من الحوار، وقد كرسناه بالكامل لملف زيارة اليوم، حيث وصف وصول الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السودان بأنّه يندرج تحت مظلة العلاقات الثنائية، وأن الزيارة استجابة لدعوة سابقة مقدمة من رئيس الجمهورية، وستصب في مصلحة البلدين، وستناقش خلالها الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير التعاون الاقتصادي وملف الاستثمارات القطرية بالسودان مع اهتمام خاص بمشروع الأمن الغذائي العربي، مبيناً أنّ السودان لا يقف في أي محور من المحاور المختلفة، جازماً بأنّها لن تسبب حرجا، ويجب ألا تسبب حرجا، فهي لا تأتي في إطار أي حلف أو جهة ضد أخرى، ولكنها تأتي في إطار سياسة السودان الخارجية المنفتحة على الجميع. مصطفى وفي محور آخر من حديثه عرج إلى الحديث عن الاستثمارات القطرية في السودان معدداً مجالاتها ما بين العقاري والمصرفي وقطاع التعدين، والقطاع الزراعي والثروة الحيوانية وغيرها، مشيراً خلال حديثه كذلك إلى أنّ قطر اعطت السودان منحة لتطوير آثاره، وهو ما يجب أن يقابل بالشكر، حسب قوله.. معاً نتابع إفاداته.

* تعليقك على زيارة أمير قطر للبلاد اليوم؟

– تجيء زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثان تحت مظلة العلاقات الثنائية، والزيارة استجابة لدعوة سابقة مقدمة من رئيس الجمهورية، ولاشك أن هذه الزيارة تصب في مصلحة البلدين، وستناقش الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك على رأسها العلاقات بين البلدين، والمصالح المشتركة وعلى رأسها العلاقات الاقتصادية وسبل تطوير التعاون الاقتصادي وملف الاستثمارات القطرية بالسودان مع إيلاء مشروع الأمن الغذائي العربي.

* ألا تسبب زيارة أمير قطر للخرطوم في هذا التوقيت حرجا للسودان؟

– هذه علاقات ثنائية، والسودان لا يقف في أي محور من المحاور المختلفة، وهذه هي سياستنا الخارجية، مد اليد للجميع دون استثناء، وبالتالي هذه الزيارة تأتي في هذا الإطار، فلا أعتقد أنها ستسبب حرجا، ويجب ألا تسبب حرجا، هي زيارة لا تأتي في إطار أي حلف أو جهة ضد أخرى، ولكنها تأتي في إطار سياسة السودان الخارجية المنفتحة على الجميع، وظل الرئيس يزور قطر، وأمير قطر يزور السودان هذه ليست أول زيارة لأمير قطري للبلاد، فالأمير الوالد كان يزور السودان، وهذا الأمير عندما كان وليا للعهد زار السودان، فما الغريب..؟

* هل سيدور نقاش حول الخلاف الخليجي الخليجي في الزيارة؟

– هذا لا أعلمه.. سيحدث في إطار المباحثات بين الرئيسين، لا أستطيع أن أتحدث ما الذي يدور فيها..؟

* هناك حديث بأن الأمير سيأتي ومعه مليارات للسودان؟

– هذا أيضا لا علم لي به.

* ومن يعلم يا دكتور؟

– (ضحك عالياً)..

* وما حجم الاستثمارات القطرية في السودان؟

– الاستثمارات القطرية في السودان تتنوّع، منها ما قد بدأ العمل فعلا، ومنها ما لم يبدأ بعد. أستطيع أن أذكر 9 مجالات للاستثمارات القطرية بالسودان؛ أولها مجال العقارات, هذا المشروع حصاده يسمى بمشروع (مشيرب)، موجود في الخرطوم بحري على الضفة الشمالية لنهر النيل، وهذا المشروع عندما يكتمل تكلفته في حدود 3 مليارات دولار، الآن مرحلته الأولى قد انتهت، وتم تسليم الشقق للمواطنين، سيبدأ المرحلة الثانية والثالثة ثم الأخيرة، هذا مشروع عندما يكتمل يكون فيه 8 أبراج وفندق خمس نجوم، ومستشفى ومدارس ثانوية، وهو يعتبر عقارا متكاملا على ضفة النيل له كورنيش مميز، وهذا يعتبر أكبر عقار استثماري موجود بالبلاد الآن، وهناك مجالات عقارات مختلفة غير هذا العقار تقوم بها شركات كويتية أو يقوم بها أفراد مثل شركة ماكين الآن عندها برج يقام بجوار الفلل الرئاسية. المجال الثاني هو المصارف قطر لديها واحد من أكبر البنوك الموجودة بالسودان، وهو بنك قطر الوطني ولديه حتى الآن 14 فرعا ويدخل في تمويل الكثير من مشروعات البنى التحتية من بينها شارع النيل، وهو من أنجح البنوك الموجودة بالسودان، وافتتحه أمير قطر عندما كان وليا للعهد، هناك بنك قطر الإسلامي تم العمل فيه ولكنه لم يفتتح رسميا، بدأ نشاطه في السودان حوالي أكثر من ستة أشهر، وهو يتطلع لعمل فروع بالسودان، بالإضافة إلى الشركات الأخرى في مجالات الصرافة، المشروع الثالث هو المعادن، قطر للمعادن تعتبر واحدة من أكبر المؤسسات الحكومية المستثمرة في مجال المعادن بالسودان، ولديها 6 مربعات وبدأ العمل بها. والمجال الزراعي، هناك استثمارات صغيرة بالنسبة للأفراد والشركات في غرب أم درمان وولاية الجزيرة والولاية الشمالية، لكن أكبر استثمار قطري هو استثمار شركة حصاد القطرية في ولاية نهر النيل في مساحة حوالي 265 ألف فدان، كانت مشكلة هذا الاستثمار عدم وجود كهرباء، ولحل هذه المشكلة الحكومة القطرية أعطتنا قرضا بـ 208 ملايين دولار، لتوصيل الكهرباء وقطع نصف المسافة، وفترة سنتين، سنة قد اكتملت الآن ومتوقع بنهاية هذا العام يكتمل المشروع، ويبدأ المشروع الزراعي. وهناك مجال الثروة الحيوانية، وشركة مواشي القطرية تعمل في مجال اللحوم, تسمين وتصدير اللحوم الحمراء إلى الدوحة وإلى عواصم الخليج المختلفة، هذه الشركة أعطيت قطعة أرض وبدأت في استثمارات واسعة، ودخلت من اللحوم الحمراء إلى الاستثمار في مجال الدواجن وفي مجال الأسماك، وتعتبر من الشركات الناجحة في مجال الأمن الغذائي. هناك أيضا استثمارات في مجالات شراكة مختلفة أما مع تركيا في مجال النسيج وعدد من مصانع النسيج التي كانت متعطلة تم تأهيلها، وبدأ العمل فيها في مصنع نسيج الحصاحيصا وفي ولاية الجزيرة، وهناك مشاريع متعددة.

* هل هناك رقم محدد لحجم الاستثمارات القطرية في البلاد؟

– قطر قبل حوالي ثلاث سنوات كانت تقريبا رقم 6 بالنسبة للاستثمارات العربية، والآن متوقع هذا العام أن تنتقل إلى الرقم 3، وربما قريبا جدا تكون رقم 2، مشروع الديار بمفرده تكلفته حوالي 3 مليارات دولار، وحصاد من المتوقع أن يتكلف 2 مليار دولار، وغيرها من المشاريع المختلفة والتي لا أستطيع تحديد رقم محدد لها.

* وماذا عن مشروع الآثار؟

– عندنا آثار كثيرة جدا في الولاية الشمالية وفي نهر النيل، وعندنا المتحف القومي، ولكننا لم نستطع استغلال هذه الآثار لأننا لم نستطع تطويرها، ولم تتم الاكتشافات، كثيرون يقولون إن آثار النوبة موجودة في مصر والسودان، الموجودة بمصر تم اكتشافها، والموجودة بالسودان لم تكتشف بعد، ولذلك قطر أعطتنا منحة بقرابة 150 مليون دولار، مهمتها تأهيل المتحف القومي، والصرف على الاكتشافات، فلدينا 28 شركة تعمل في ذلك، وإقامة متاحف صغيرة في كل من الولاية الشمالية ونهر النيل، والعمل في هذا الجانب قطع شوطا كبيرا.

* (مقاطعة).. هناك اتهامات بأنكم ستسربون الآثار السودانية إلى الدوحة؟

– هذه اتهامات قاصرة والبعض يقول من الإخوة المصريين.. تريد أن تسحب السياحة من مصر، من قال إن السياحة محتكرة في مصر، فهذه فكرة قاصرة جدا، كل بلد يعرض ماعنده للسائح، وكيف نبيع الآثار؟، هل هناك آثار تباع؟، قطر أعطتنا منحة لتطوير آثارنا, هذا يجب أن يقابل بالشكر.

* (مقاطعة).. هناك أيضا حديث عن إدارة قطر للآثار السودانية؟

– لن تدير ولا غيره.. هي فقط أعطتنا دعما، وأنا رئيس هذه الهيئة وهي تدعمنا، وقالت إنها دعمت من قبل اليمن في هذا المجال، فالرئيس طلب منهم أن ينفذوا ذلك في آثار السودان ووافقوا.

صحيفة اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version