وأثار اختفاء الطائرة هذه جدلاً كبيراً واهتماماً واسعاً، وشغل اختفاؤها وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، إلى الحد الذي أدى إلى انتشار نظريات المؤامرة بشأن فقدانها.
وإلى جانب معرفتنا بقرب انتهاء أجل بطارية الصندوق الأسود، وبالتالي انعدام الإشارات الصادرة عنه، فإن كل ما نعرفه عن الطائرة المفقودة هو أن أجهزة الاتصال والبث والاستقبال على الطائرة والتي تساعد في تعقب الطائرات قد تعطلت سواء عن قصد أو لأسباب فنية مجهولة.
ويعتقد أن الطائرة قد حلقت لمدة 5 ساعات على الأقل بعد غيابها عن شاشات الرادار واتجهت إلى مكان ما جنوبي المحيط الهندي.
في هذا الخصوص، يمكن القول إن هناك 6 نظريات محتملة وراء اختفاء الطائرة، هي التعطيل من داخل قمرة القيادة والأبخرة والغازات السامة والحريق والاختطاف وقتل الطيار أو انتحاره أو بعض تلك الأسباب مجتمعة معا.
ولهذا السبب تلتقي في لندن قريبا مجموعة من الخبراء، بمن فيهم طيارون ورؤساء شركات طيران ومشرعون ومصنعون للطائرات، في مسعى من جانبهم لإلقاء الضوء على لغز اختفاء الطائرة الماليزية.
ويتداول الخبراء في هذا اللقاء هذه النظريات الستة المحتملة التي قد تفسر سر اختفاء الطائرة، التي كانت تقل 239 راكباً بمن فيهم طاقمها.
النظرية الأولى: انخفاض ضغط الهواء واستمرار تحليقها
تفسر هذه النظرية التغير الأولي في الارتفاع والاتجاه بالإضافة إلى انقطاع الاتصالات، لكنها لا تبرر سبب إطفاء أجهزة نظام التقرير الآلي أو أجهزة الراديو في الطائرة.
ويمكن إطفاء جهاز الراديو من داخل قمرة القيادة في الطائرة، وهو ما يقوم به الطيارون بشكل روتيني عند هبوط الطائرة.
لكن إطفاء جهاز نظام التقرير الآلي يعد أمراً معقداً، ويحتاج إلى شخص على دراية بالأنظمة ويستطيع الدخول إلى المنطقة الملاحية في الطائرة، ولكن هذا الأمر يمكن الحيلولة دونه إذا كان الأمن ملائماً على الطائرة.
غير أنه إذا ما انخفض مستوى الضغط داخل الطائرة فإنها تظل تحلق بشكل آلي إلى أن ينفد الوقود منها.
ويختلف تأثير انخفاض الضغط على المسافرين وفقاً للارتفاع، فإذا كانت الطائرة على ارتفاع أكثر من 35 ألف قدم، فسوف يستغرق وصولهم إلى مرحلة العجز الكامل دقيقة واحدة.
وفي الأثناء، سوف تندفع أقنعة الأكسجين بشكل آلي ويمكن أن تظل تعمل لمدة ربع ساعة، غير أن المدة المتاحة لطاقم الطائرة أطول من هذه المدة اعتماداً على ما إذا كانوا يستخدمون الأوكسجين النقي أم المخلوط.
النظرية الثانية: انتشار الغازات السامة
في حال وقوع هذه النظرية، فإن الطيار يكون قادراً على إرسال نداء استغاثة، لكن هذه النظرية لا تفسر سبب تعطل أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة، وكذلك تعطلها.
ويمكن القول إن هذه النظرية غير محتملة الحدوث.
النظرية الثالثة: اندلاع حريق على الطائرة أدى إلى تعطل أنظمة الاتصال
هذه النظرية تفسر انقطاع الاتصالات من وإلى الطائرة، لكنها لا تفسر سبب استمرار الطائرة في التحليق لساعات كما أشارت الأنباء، وبالتالي تكاد تكون هذه النظرية مستبعدة.
النظرية الرابعة: اختطاف الطائرة
ما يعيب هذه النظرية هو أن الطائرة لم تتجه إلى مكان آخر كما أنها لم تستخدم كسلاح في هجوم إرهابي، كما حدث في هجمات التاسع من سبتمبر.
لكن ربما يكون هناك عملية اختطاف فردية، من دون أن تكون لدى الخاطف حوافز أو بواعث مثلما هو الحال في حالات الاختطاف الجماعية التي غالباً ما يكون لديها مطالب معينة، كما أن الجهة المعنية غالباً ما تعلن مسؤوليتها عن الاختطاف.
النظرية الخامسة: مسؤولية الطيار أو مساعده
لاتوجد أسباب واضحة تؤكد مسوؤلية الطيار أو مساعده عن اختفاء الطائرة، فلو كانت محاولة انتحار، فلماذا استمرت الطائرة في التحليق لساعات؟
سؤال آخر، لماذا لم تكن هناك أي اتصالات هاتفية أو رسائل نصية من ركاب الطائرة أو بقية أفراد الطاقم.
ثمة تفسير هو أن ركاب الطائرة إما كانوا نياماً جميعهم أو أنهم لم يدركوا تعرض الطائرة للاختطاف أو أن هناك أمراً غير عادي قد وقع بحيث أصبح من المتأخر جداً إرسال رسائل نصية أو إجراء اتصال هاتفي، وفي هذه الحالة تكون الطائرة قد وصلت إلى مكان لا تتوافر فيه الاتصالات الهاتفية.
وثمة سبب آخر هو أن المسافرين وطاقم الطائرة أصبحوا عاجزين عن القيام بأي خطوة لسبب ما مثل العجز عن الحركة جراء نقص الأوكسجين.
النظرية السادسة: عوامل فشل متزامنة
أشار أحد الخبراء إلى احتمال حدوث عوامل متعددة، وتساءل، في حالة العجز الناجم عن نقص الأكسجين، من قام بعملية تحويل مسار الطائرة؟
سؤال آخر: إذا كان هناك حريق، كيف استمرت في التحليق لساعات؟.
واقترح الخبير أن يكون السبب على الأرجح تحقق عدد من النظريات الآنفة الذكر، مثل حريق على الطائرة وانخفاض في ضغط الهواء.
أخيراً، ما لم يتم التوصل إلى دلائل أخرى، فإنه لا يمكن إثبات أي من النظريات السابقة.
سكاي نيوز
[/JUSTIFY]