إن كان الوزير سيلتقي حقًا مسؤولين مصريين لكانت زيارة رسمية ولتوجب أن يستقبله من يليق بمقامه وليس أن تُنهى إجراءات وصوله (كدا حاف)!!..
إلى متى يتعامل الإعلام المصري باستخفاف بل (قلة أدب) مع السودان ورموزه؟.
(2)
حصيلة ملتقى أم جرس لم تتجاوز توقعاتنا ولم تلامس تأملاتنا.. الحصيلة هي (دعا وناشد وطالب وأكد وهلم جرا).. الملتقى طالب بتعزيز دور القوات المشتركة السودانية والتشادية في تأمين الحدود وحسم المتفلتين والخارجين عن القانون وطالب الجميع بعدم الإضرار بالمواطنين والمشروعات الحيوية في دارفور..
ماذا تفيد هذه المطالبات والتوصيات والتمنيات والمناشدات في قضية أمنية وسياسية معقدة.. ما يحزّ في النفس أن الدولة استمرأت حمل قرعتها وهي تطوف الجيران تستجدي الحلول لمشاكلها الداخلية.. هل هناك من جارٍ لم تعقد فيه ملتقيات أو مباحثات ننشر فيها الغسيل السوداني؟.. كان يمكن لمدينة أم جرس التشادية التي تقع في إقليم إنيدي في أقصى شرق البلاد المحاذي للحدود السودانية، أن تنال شرفاً تاريخياً إن قدم الملتقى حلولاً لأزمة دارفور لكنها لم تحظ بذلك الشرف.. لو أن الدولة كان بإمكانها تقديم تنازلات مهمة تفضي إلى حل للأزمة، أليس من الأجدى أن تقدمها لملتقى أو مؤتمر يعقد داخل السودان؟.. لا أم جرس نالت ذلك الشرف ولا من المؤكد ستناله الدولة فقد عدنا من أم جرس بخفي حنين رغم (الهُليلة) و(الهيصة) و(الزمبريطة)..
في الطبيعة (أم جرس) أفعى سامة ومفترسة وشديدة السُمّية كذلك، وعند مهاجمتها لفريستها تهزّ الجرس الموجود عند نهاية ذيلها محدثة جلبةً وصوتاً عالياً.. أرجو ألا يكون ملتقى أم جرس كذلك كأفعى أم جرس.
(3)
في أسبانيا تزايدت حدة أزمة إقليم كتالونيا بعد إعلان رئيس حكومة الإقليم مؤخراً، أنه لا يستبعد أن يُعلن الإقليم، الواقع شمال شرق إسبانيا، من جانب واحد انفصاله عن الحكومة المركزية فى مدريد.. الحكومة الإسبانية رفضت بالطبع المساعي الانفصالية ودعوة تنظيم استفتاء حول الاستقلال في 9 نوفمبر المقبل.. من قبل فشل الانفصاليون في العديد من دول أوروبا وأمريكا في تحقيق هدفهم ووقف العام (الحُر) في أوروبا وأمريكا (ألف أحمر) ضد دعوات الانفصال.. ذات العالم الحُر شجع ودفع نخب الحركة الشعبية لفصل الجنوب ووافقت حكومتنا بكل أريحية لا تخلو من سذاجة باعتبار أن ذلك عملية حضارية سترفع أسهم السودان وترفع أيضاً اسمه من قائمة الدول المغضوب عليها وكذلك ترفع إصر الحصار الاقتصادي الظالم الذي منع بالأمس وصول مبلغ زهيد (15 ألف دولار) من اتحاد عمال الصين إلى اتحاد عمال السودان؟!.. يا ويح قلبي.
آخر الكلام:
هل من محاكم طوارئ لمطاردة الفساد والمفسدين. د. ياسر محجوب الحسين–الصيحة