والمعروف أن حمل السلاح في دارفور المستهدف به أهل موسى هلال وأهالي غيره، فالحركات المتمردة هناك تتجنب الآن المناطق التي بها وجود عسكري أو وجود شرطي عالي التسلّح مثل قوات الاحتياطي المركزي «أبو طيرة».
ومع تجنب مناطق الوجود العسكري والشرطي يستمر نسف الاستقرار هناك، وهذا يعني أن من أهداف التمرد ممتلكات المواطنين، ومن ذلك يسقط الضحايا الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم وممتلكاتهم. ودونكم ما وقع من أحداث مؤسفة في الطويشة وسرف عمرة واللعيت جار النبي، ورغم ذلك يُطلب من الناس أن «أشكروا لإخوانكم في دارفور فإن الحريات لا تأتي إلا بحمل السلاح».
إن النصح الآن يبقى مثل «سماد» أحضروه يوم الحصاد.. فهل يفيد بشيء؟! ويبقى مثل «علوق الشدة»، حيث «لا ينفع العلوق يوم السباق».
إن اهتمام الترابي بقضية دارفور انهزم تماماً حينما تحوَّل قادة حركة العدل والمساواة إلى قادة لقطاع الطرق حسب تقارير الخارجية الأمريكية، وقالت تقارير واشنطن إن متمردي حركة خليل يمارسون عمليات النهب المسلّح. وطبعاً ليس حركة خليل وحدها لكن واشنطن تظنهم مثل حركة طالبان الإسلامية أيام كانت تحارب حكومة إسلامية في كابل برئاسة برهان الدين رباني.واذا اتضح لواشنطن أن حركة خليل اغلب قواتها أو قوامها قبيلة واحدة، فإنها تعلم ايضاً عن قوام حركة طالبان قبيلة واحدة هي «البشتون».. أما حركتا مناوي وعبد الواحد فهما اذا مارستا النهب المسلح لن تجدا الزجر من تقارير الخارجية الأمريكية، لأنهما أصلاً صنيعة أجنبية خرجت من رحم حركة جون قرنق.
وجون قرنق هو رجل أمريكا وقتذاك في شمال منطقة البحيرات، وأرادت واشنطن أن يكون عبد الواحد رجلها في «السافنا» هكذا هي الحكاية.
أما الترابي فلا يملك فكرة بتاتاً لحل أبسط مشكلة في دارفور، ونقول هذا بيقين. إن مشكلة دارفور الأمنية هي وليدة مشكلة الجنوب قبل انفصاله، ومشكلة الجنوب هي وليدة المشروع التآمري الصهيوني.. وهذه أمور كبيرة على الترابي الذي يقول بعد إطلاق سراحه من المعتقل: «أشكروا لإخوانكم في دارفور فإن الحريات لا تأتي إلا بحمل السلاح».
المتمردون لم يحملوا هناك السلاح للحريات طبعاً، فقد حملوه لأسباب غير موضوعية، بديل أنهم موزعون في عشرات الحركات المتمردة ويقودهم عشرات القادة.. فلم يقتدوا بقيادة الحركة الشعبية الموحدة أيام قرنق. إن الساسة الجنوبيين رغم الفتن القبلية فهم أذكى من كل قادة التمرد بما فيهم خليل. وحمل السلاح رأيناه في سرف عمرة والطويشة واللعيت. فما فكرة الترابي للحل؟!
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا
ع.ش