تبقى التحديات أكثر جسامة في وجه الحزب الحاكم ولذلك وضح أن شباب الوطني دخلوا في معركة جديدة هي معركة بناء حزبهم والمضي في طريق الحوار والإصلاح الذي أكد أمينهم حامد ممتاز في كلمته أنهم ماضون في طريقه وقد أرسل حزمة من الرسائل الأولى كانت لشباب السودان بأن هلموا إلى السلام.. والثانية لشباب حزبه وقد قال لهم آن الأوان أن تكونوا قدر التحدي تزامناً مع المرحلة الراهنة التي أراد غندور وبكل صراحة أن لا يلقي باللائمة على نظرية الاستهداف وقد قال إن الشعب صبر طويلاً وآن له أن يرتاح حيث لم تهدأ البندقية منذ الاستقلال، وزاد: «نعلم أنها مكائد تدبر لكن بخلافاتنا أحياناً وأنانيتنا أحياناً وأهوائنا الشخصية نخدم تلك الأهداف فيكون الضحية المواطن، وأبدى خشيته أن يكون الضحية الوطن.
غندور كان يوقن تماماً أنه يخاطب شريحة من شرائح حزبه، ولذلك لم يفت عليه مخاطبتهم بلغتهم وقضاياهم، مشيراً إلى أهمية التركيز على قضايا الشباب فيما يلي التشغيل والبطالة واستيعاب طاقاتهم، ولعل التحدي الذي سيجابه المؤتمر الوطني هو استيعاب طاقات شبابه والاستفادة من قدراتهم داخل الحزب، ولذلك كان الإصلاح كما أشار إليه غندور وممتاز الذي بدأ من داخل الحزب يتوقع أن يتواصل ويتمدد.
حملة البناء التنظيمي للمؤتمر الوطني التي ستنطلق قريباً، ستقوم على الشباب بكل حال وما من سبيل لغير ذلك حتى وإن مضى البعض في اتجاه «الكنكشة» والتي توقع أمين الشباب بالوطني ولاية الخرطوم صديق علي المبارك في لقاء تفاكري زوالها قريباً وقد كان يتحدث بثقة توافرت بالأمس في كل شباب الحزب في مقدمتهم الأمين حامد ممتاز وأمين الإعلام بالأمانة د. عمر كابو والأمين السياسي ياسر الصادق والذي بدا حريصاً على استقبال شباب الأحزاب خاصة وأن شباب الوطني في مشروعاتهم المقبلة أدار دفة الحوار مع نظرائهم.
كما قلت واضح أن الوطني فطن لأهمية الشباب مؤخراً خاصة وأن الحركات المسلحة التي أرهقت الحكومة قامت على أكتاف الشباب، الأمر الذي أشار إليه حامد ممتاز في كلمته، كما أن ثورات الربيع العربي من حولنا كان وقودها الشباب وتعويل الحزب عليهم كان لابد منه، وقد أكد غندور أن الذي لن يقوم به الشباب لن يكون بمقدور الشيوخ القيام به.
ملتقى شباب الوطني تمرين ساخن لمباريات البناء الوطني، حيث سيتم تدشين أكثر من خمسين ألف منشط في المرحلة المقبلة وقودها الشباب.. ولكن إذا كان التعويل على الشباب يبقى التحدي في أن يكون الشباب على قدر المهمة وعلى قدر تحمل المسؤولية، فالتغيير الذي ظلوا ينشدونه داخل حزبهم قد تحقق ووجدوا أنفسهم، بل في الحكومة أيضاً ولكن هل سينجحون مع الكبار في إدارة الحوار الذي دعا إليه كل المتحدثين غندور ومصطفى عثمان وممتاز، غير متناسين أن غندور أشار إلى أن الذي يرفض الحوار من الأحزاب كمن يحاصر نفسه، وهنا تكون الخشية أن يُحاصر الوطني من بوابة شبابه الذين أعلنوا بالأمس قبولهم الدخول في الرهان.
صحيفة آخر لحظة
أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]