} ورغم أن (مرجفي) المدينة سيخرجون علينا غداً ليرددوا ذات المحفوظات القديمة التي ظلوا يرددونها عشر سنوات طويلة من عمر (التمرد) في دارفور، بأن (الحل العسكري) لن يجدي في إنهاء (الحرب)، إلاّ أن الثابت لدينا أن المفاوضات والمؤتمرات والملتقيات لن تحقق سلاماً أبداً ما لم يكن للدولة وجود (حقيقي) على أرض الواقع، سلطة عدلية، وقوة أمنية، وجيش عرمرم يحمي الحدود ويصد غارات (المتمردين) حتى ييأسوا من تجارة (التمرد) الرابحة، ويقنعوا من خيرٍ في السلاح، ويسلموا بخيار السلام.
} لن يتحقق سلام في غياب مؤسسات الدولة (الأمنية) و(العدلية)، في أي مكان على نطاق المعمورة، وليس (دارفور) و(جبال النوبة) فحسب، ولهذا فإن هذه العمليات العسكرية الناجحة والرادعة، تعتبر أكبر وأهم خطوة في طريق السلام وتأمين الاستقرار تمهيداً للعملية (السياسية).
} كيف يتحقق سلام عبر وثيقة توقع في “الدوحة” أو مؤتمر يعقد في “أم جرس” التشادية، في وقت تغيب فيه الدولة (السودانية) عن مسؤولياتها الدستورية والأخلاقية والدينية في حماية المدنيين الأبرياء.. نساءً وشيوخاً وأطفالاً.. وتأمين ما تبقى من ثرواتهم ومؤسساتهم الخدمية.. مدارسهم ومستشفياتهم.. مزارعهم.. ومواشيهم.. حفائرهم وآبارهم.. أحلامهم وآمالهم في بلدة آمنة ومستقرة!!
} من يحمي (الأتراك) الذين أنشأوا لنا في قلب “نيالا” صرحاً علاجياً ضخماً، ربما لا مثيل له في “الخرطوم”، مستشفى مرجعياً تقوم على خدمته وإدارته عشرات الكوادر (الطبية) القادمة خصيصاً من “تركيا”.. من يحميهم ويحفظ للسودان ودارفور أجهزة ومعدات وتجهيزات هذه المؤسسة الراقية التي افتتحها نائب رئيس الوزراء التركي مرافقاً للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية؟!! هل تكفي وثيقة “الدوحة” ومقررات مؤتمر (أم جرس) لتأمين المستشفى التركي وكوادره إن لم تقم مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية بواجبها في ردع المتمردين ومتفلتي القبائل وعصاباتها؟!
} الواجب والمفروض ألا تتوقف هذه (العمليات) التي تشنها الآن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حتى (يتطهر) كل شبر في دارفور من أثر كل متمرد ومجرم ونهاب، دون أي اعتبار لقبيلته وجهته ولونه السياسي.
} إنها مهمة (مقدسة) لحفظ وحدة ما تبقى من هذا الوطن العزيز.. فامضوا مسرجين خيولكم.. لا ترجعوا.. حتى تبيت القوافل بالعراء لا تخشى غارة.. ويأمن المسافر براً من “أم درمان” وحتى “الجنينة”.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]