بعد أن اجتهدت دول الاستكبار في أن تنقل أزمة دارفور الأمنية التي فجرتها مجموعات مسلحة متمردة من المحلية القطرية إلى ساحة التدويل حتى لا تسمح بتحقيق الانتصار عليها بواسطة قوات الدولة، كما سمحت بأن تنتصر يوغندا ونيجيريا ومالي على المتمردين، وبعد أن وجهت بإرسال القوات والمنظمات الاجنبية رغم تجاوزاتها التي وصلت إلى فتح المجال لاختطاف أطفال دارفور بالطائرة إلى فرنسا.. رغم كل هذه الزوابع الدولية، إلا أن أمن واستقرار دارفور يبقى هو مسؤولية وهم الدولة السودانية وليس غيرها. وهذا ما أكدته عمليات الصلح القبلي التي أجريت هناك، وتؤكده الآن التحضيرات لانعقاد ملتقى أم جرس الذي يشارك فيه ـ من عجب الترابي والصادق المهدي ـ سيذهب السيد الصادق ويرى أنه لا فرق بين تدخل خبيث وتدخل حميد، والرجل كان يتحدث عن تدخل حميد يهدف إلى إحلال السلام في ربوع إقليم دارفور، وكان قد علق على عبارة «تدخل حميد» الصحافي الراحل محمد طه محمد أحمد حيث قال ساخراً: «إنه حميد كرزاي» وحميد كرزاي هو أول رئيس لأفغانستان بعد احتلالها بالقوات الامريكية التي اسقطت بتحالف «أصحاب الشمال» الأفغاني حكومة إنقاذ أفغانستان من فتن المجاهدين بعد أن هزموا موسكو واعتلوا سدة الحكم. أما الترابي، فهو سيتذكر أن إدريس دبي في خطوة جادة جداً بدأ التعاون مع الخرطوم لحسم عمليات نسف الاستقرار في المناطق الحدودية هناك، باعتبار أنها فضاء حيوي لقبائل متداخلة ليست لها ناقة ولا جمل في حروب تكون هي ضحيتها. ويتذكر الترابي أن إبعاد حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم الذي استوعبته المؤامرة الليبية ضد السودان أيام القذافي قد ساهم إلى حد كيبر في إعادة الأمن والاستقرار في بعض المناطق الحدودية، وقد أنعشت الخرطوم تنميتها وخدماتها وهذا معروف، فقد أقامت فيها الحكومة السودانية مشروع توليد الكهرباء. لكن ماذا فعلت التدخلات الإقليمية والدولية في دارفور غير أنها حمت الحركات المتمردة من حسم القوات الحكومية السودانية بشكل نهائي لتطيل أعمارها إلى هذا الوقت، فتدخل حركة مناوي في شمال دارفور وتفعل الأفاعيل.
«مفلسة» يا الحلنقي والبلابل
تكريم الشعب السوداني لنجوم المجتمع مثل الفنانين «غناء وتمثيل» والشعراء.. يقابله بالطبع من هذه النجوم الشكر الجزيل والتقدير لهذا الوفاء. ولكن هذه الجماهير تمارس عمليات تكريمها للنجوم أحياناً من خلال مؤسسات الدولة الرسمية، وبهذا تكون البلاد حكومةً وشعباً لم تبخل على تكريم نجومها. والبلابل وإسحاق الحلنقي يستحقون التكريم أيضاً، ويستحق منهم الشعب الشكر على تكريمهم. لكن ان يقف النجوم أمام المحاكم، بعد أعمار الابداع الطويلة يقاضون الإجهزة الإعلامية التي تشارك في تكريمهم بالنصيب العظيم، فهذا ما سيكون هضمه عسيراً بالطبع. إن الدولة التي تكرِّم المبدعين لا ينبغي أن تتعرض مؤسساتها الإعلامية لما لا يرتضى. وأصلاً المبدع كيف يكتسب الشهرة دون أن يقدم إبداعاته تحت أضواء الإعلام؟! هل هي قصة علمته الرماية ولما اشتد ساعده رماني؟!
نريد أن يتفهم المبدع السوداني شاعراً كان أو مغنياً أو ممثلاً ظروف بلاده الاقتصادية.. نتفهم ان يشتكي شاعر مغنياً. أو مغنٍ مغنياً آخر، كما اشتكي قبل عقود الفنان خضر بشير الفنان صلاح ابن البادية لأن الأخير ردد أغنيته «الأوصفوك». الخبر الذي استغله البعض في حملته ضد قناة الخرطوم يقول في مفتتحه «اتجه الشاعر إسحاق الحلنقي والبلابل إلى فكرة مقاضاة قناة الخرطوم «الحكومية» لأنها أخّرت استحقاقاتهم».. أي هو تأخير فقط وليس نكران.. الحكومة «مفلسة» يا جماعة اصبروا «شوية».
صحيفة الإنتباهة
ع.ش