حلايب تذهب منا ومصر الجديدة تُنفِس عن ما بها جنوباً وتُرسل لنا أخباراً أكيدة..غير سعيدة ..عن حلايب الجديدة..المدينة الوليدة..
التململ والفتور بات ملحوظاً فى العلاقة بيننا وبعضاً من دول الخليج رغم النفى المتواصل وإنكار الواقع الماثل وعملياً توقفت التعاملات المالية ومازلنا نقلل من تأثيرها علينا كما قللنا من قبل الأزمة العالمية التى اجتاحت العالم بأثره ولم تسلم منها حتى الدول العظمى أما نحن فلا ..وظللنا نردد فى نفس العبارة أن لا تأثير يذكر فى حال إنفصال الجنوب عنا وقد انفصل وما زلنا نترنح وقد تمكن الدولار من تركيعنا عنوةً بعد أن أعلنا أنه أمامنا قد ركع..
دولة جنوب السودان تدور رحى الحرب فيها وعاد إلينا مواطنها مُنهكاً نازحاً بعد أن كان مواطناً تتساوى حقوقه مع الغير ، لم يهنأ كثيراً بموطنه الجديد الذى اختاره والصراع ما زال مستمرا…
الفساد يستشرى ويتمدد بكل أشكاله القديمة والحديث منها جاءنا يحمل معاولاً دك بها حصون وقلاع ما كنا نظنها هكذا سهلة الاختراق والأنباء تحمل لنا صباح كل يوم جديد انهيار أحد الأعمدة أمامه ، ولم تُوقِف تمدده بيننا كل تلك الشعارات الحضارية ولا غير الحضارية وانهارت تبعاً لذلك معظم جسور الثقة التى كانت تربط ، عدنا لا ثقة لنا فى من كنا به نثق ، ولا ندرى ما يخبئه لنا الغد من مفاجأت..
ديناصورات حزبية وسياسية عادت مجدداً للظهور على السطح للحديث عن بناء السودان الجديد والدولة تدعو للحوار مع الجميع وهؤلاء الجميع جميعهم قد نال حظاً من قبل فى ممارسة العمل السياسى الفعلى وقد كانت النتيجة فشل فى المحافظة على ما تبقى لنا ، عادوا اليوم يتحدثون عن أمجادهم السياسية وكأننا بلا ذاكرة تحفظ ما فعلوه هم بهذا البلد ، يخاطبوننا وكأن حواء سوداننا هذه لم تُنجب بعدهم من له القدرة على النهوض بالسودان ، يكفى يا هؤلاء ترجلوا وافسحوا المجال لأهل هذا الزمان ليحكموا أنفسهم وهم أدرى بزمانهم ،أمريكا الدولة الأولى العظمى يحكمها شاب من وراءه مؤسسات تُعينه على إدارة حكمه لا يتجاوزها ..
كم مضى من الزمن يا كرام ونحن على هذه الحال..؟
بالله عليكم أى حديث سمعتموه قريباً أدخل عليكم بعضاً من سرور أو به من البُشريات (الكلامية) التى تحمل فى طياتها انفراج فى حالتنا الراهنة التى نعيشها أو تبشر بمستقبل مشرق لأجيال قادمة وغيرنا تتسارع خطى التنمية الشاملة عندهم وبلا شعارات..
(كتمت) مفردة يستخدمها الشباب هذه الأيام تُناسب ما نحن فيه..
الله نسأله أن يفرج ما بنا من كرب…
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة السودانية..