السر الذي جمع عمار الشريعي بالحوت وعبدالحليم حافظ

[JUSTIFY]هنالك وجه شبه كبير بين الفنانين الراحلين محمود عبدالعزيز والمصري عبدالحليم حافظ فهما منذ بداية انخراطهما في الحراك الفني قوبلا بهجوم كاسح من الصحافة وبعض الجماهير رغماً عن أنهما كانا يقابلان ذلك الهجوم بإنتاج المزيد من الأغاني حتى تمكنا من إيصال صوتيهما بإثبات موهبتهما الفنية في الغناء والتمثيل حتى أصبحا راسخين في ذاكرة الأمتين السودانية والمصرية وعلي هذا النحو أصبحا فنانين كبيرين التفت حولهما الجماهير بعد أن استطاعا إقناعها بما يطرحان من إبداع حتى أن تلك الجماهير لقبتهما بالحوت والعندليب الأسمر المهم أنهما اشتركا في المعاناة بالمرض الذي توفيا به خارج وطنيهما فالراحل محمود عبدالعزيز انتقل عن دنيانا بالعاصمة الأردنية الهاشمية ( دمشق ).. فيما رحل عبدالحليم حافظ بالعاصمة البريطانية ( لندن ) وكليهما توفي صغيراً متأثراً بالمرض الذي ألم به في الأربعينيات من عمريهما حيث توفي العندليب الأسمر في شهر مارس من العام 1977م بينما توفي الحوت في شهر يناير من العام 2013م .

نعم مات عبدالحليم .. ومات محمود إلا أن أغنياتهما الرائعة مازالت تشكل حضوراً طاغياً في الحركتين الفنيتين بالسودان ومصر بعد أن أنتجا أعمال غنائية هزت القلوب وسكنت الوجدان وبالرغم من أنهما توفيا إلا أن أغنياتهما تسيطر علي الساحتين الفنيتين هنا وهناك.
ومن الملاحظ أن الحوت والعندليب قدما أغنيات تحتوي علي نبرة اﻟﺘﻔﺎﺅﻝ والحزن ولم يغفلا في ذات الوقت أغنيات تتحدث ﻋﻦ الطبيعة ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وعلي هذا النحو قدما أكثر الأغنيات التي امتازت بالإحساس الصادق.

فيما نجد أنهما اشتركا في الموهبة الغنائية والتمثيل إذ ظهر الراحل عبدالحليم حافظ بصوته فقط بأغنية ( ليه تحسب الأيام) كلمات فتحي قورة ﻭﺃﻟﺤﺎﻥ ﻋﻠﻲ فراج في فيلم (بعد الوداع) في العام 1953 كما أنه شارك للمرة الثانية بصوته فقط في فيلم (بائعة الخبز) إلي جانب أن شكري سرحان غني بصوت حليم أغنية ( أنا أهواك) كما أنه شارك بصوته فقط في إحدى ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ فيلم (أدهم الشرقاوي) بطولة عبدالله غيث . وكان هو صاحب البطولة الغنائية في هذا الفيلم إلي جانب الأدوار المتعددة التي أداها في بعض الأفلام.

أما الراحل محمود عبدالعزيز فقد ظهر بصوته فقط في مسلسل ( أقمار الضواحي ) التي صاغ كلماتها الشاعر المخرج قاسم ابوزيد كما أنه أنتج ومثل مسرحية ( تاجوج في الخرطوم ) للكاتب الراحل مجدي النور وإخراج قاسم ابوزيد إلي جانب مشاركاته التي سبقت تلك المرحلة من خلال برنامج ( جنة الأطفال ) الذي يبث من شاشة الفضائية السودانية.

وفي سياق متصل وزع الموسيقار المصري الكبير عمار الشريعي الكثير من أغنيات عبدالحليم حافظ أبرزها ( بتلوموني ليه ) وغيرها فيما استمع للفنان السوداني الراحل محمود عبدالعزيز وأبدي استعداده علي أن ينتج له ألبوماً غنائياً من توزيعه.

الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]

Exit mobile version