سقطة إسرائيلية في السودان !

[JUSTIFY]عبر موقعها الالكتروني على الانترنت قالت صحيفة (تايم أوف إسرائيل) الإسرائيلية إن الخرطوم نجحت مؤخراً في اعتقال جاسوس يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية! المحرر الاستخباري للصحفية (جبرائيل فيسكي) أكد أن السلطات الإسرائيلية اعترفت باعتقال الجاسوس السوداني والذي يمثل جزءاً من شبكة تجسس عملت الدولة العبرية طوال سنوات على بنائها للحصول على معلومات عسكرية عن السودان.

وأشار (فيسكي) بناء على تحريات واستقصاءات صحفية قام بها إلى أن من المحتمل أن يكون المتهم قد تلقى تدريبات بهذا الصدد فى تل أبيب إبان وجوده كلاجئي فى إسرائيل قبل أن يعود إلى السودان.

ولكي يقلل فيسكي سواء بدافع شخصي خاص من جانبه أو بإيعاز من المخابرات الإسرائيلية من شدة الصدمة ووقعها على الدولة العبرية، فقد أفاض في الإشارة إلى ما أسماه (المعلومات الحساسة) التي تمكن المتهم المضبوط من تمليكها للموساد الإسرائيلي طوال سنوات عمله قبل أن يسقط فى يد السلطات السودانية؛ إذ ليس من المتعارف عليه عادة فى قضايا التجسس أن يفيض جهاز المخابرات المعني فى تعداد انجازات الجاسوس المضبوط وبطولاته وما أستطاع تحقيقه، وما أفضى إليه نشاطه، فقد زعم فيسكي إن معلومات هذا الجاسوس هي التي أتاحت لتل أبيب ضرب عدة مناطق فى السودان وتعطيل شحنات أسلحة كانت متجهة إلى غزة!

إن الأمر المثير للتساؤل هنا -مع قدر كبير من الطرافة والدهشة- أن السلطات الإسرائيلية بهذه الإعترافات من على البعد تكون قد مزقت جاسوسها إرباً إرباً وعمقت عناصر إدانته قصدت أم لم تقصد، وهو ما يجعل أيّ فرد من أفراد الشبكة التي باتت موضع ملاحقة السلطات السودانية يفضِّلون الفرار بجلدهم أو تسليم أنفسهم طواعية وعبر مبادرة منهم للسلطات السودانية لأن من المحتم أن يكون مصيرهم هو ذات مصير الجاسوس المضبوط وحينها فإن الموساد لن تفعل أكثر من تعميق جراحهم والكشف عن المزيد من عناصر توريطهم فى ورطتهم!

ولعل من المناسب هنا أن نشير إلى أن السودان ومنذ بداية هجرة بعض مواطنيه فى سنوات سابقة الى الكيان الإسرائيلي كان قد وضع تدابيراً جيدة لإحتمال أن يتورط هؤلاء المهاجرين فى أعمال كهذي كنتيجة متوقعة، ولهذا فإن شعور الموساد بأن بناؤه الاستخباري فى السودان انهار تماماً أو على وشك الانهيار يزيد من آلامه لأن من الصعب العمل على بناء شبكة جديدة بعد افتضاح الأمر بكامله، وليس سراً فى هذا الصدد أن الموساد الاسرائيلي وعلى كثرة أعماله القذرة فى أرجاء عديدة من دول المنطقة ونجاحه فى بعضها إلا أن نقطة ضعفه في هذا الصدد سهلة الاكتشاف وهو أمر سبق للمخابرات المصرية -عشرات المرات- أن وجهت فيه لاسرائيل صفعات متتالية اعتماداً على نقاط الضعف هذه.

وعلى كل فإن السودان ما يزال يتمتع بلياقة ذهنية عالية فى مضمار لعبة العقول الشاقة هذه متحلياً بسياسة النفس الطويل، وهو أكثر ما بات يثير قلق الدولة العبرية فى الوقت الحاضر.

سودان سفاري
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version