«جمعية المستغفرين»، «جمعية الذاكرين»، «جمعية التلاوة»، «شارع الحوادث»، «عشرة على عشرة».. كل هذه الأسماء وغيرها جمعيات خيرية، وقروبات تكونت على الفيسبوك، وعلى الواتساب، تضم بين عضويتها أشخاصاً همهم الخير وفعله وتقديمه للآخرين، فمثلاً تكونت عبر وسيلة الواتساب جميعة لتلاوة القرآن مكونة من عدد من الأصدقاء والزملاء، وتوسعت الجمعية كل مرة وأخرى، وبلغت الآن في عضويتها أكثر من خمسمائة شخص. وتقرأ يومياً جزءاً كاملاً من القرآن الكريم، سواء كان العضو موجوداً في المواصلات العامة، أو في لحظات الفراغ. ثم تحتفل نهاية كل شهر بختمة للقرآن في مكان عام. واستطاعت عبره استقطاب عضوية جديدة، بل وتفتقت الأفكار مستقبلاً عن العديد من أعمال الخير، مثل أن يساهموا في علاج شخص ما، أو إعانة محتاج أو تقديم شورى ونصح للناس.
شلالية قروب
الاستاذة أسرار مصطفى مشرف قروب «كل الشلالية» ببحري، قالت لـ «الإنتباهة» إن فكرة القروب كان الهدف وراءها لم شمل أسرة الشلالية ببحري والخرطوم وأم درمان، فيجتمعون عبر هذا القروب في كل شهر مرة، لمناقشة أمور العائلة الكبيرة، وفي كل مرة تكون هناك زيارة كبيرة لأحد افراد الأسرة الكبيرة، حيث يضم القروب أكثر من مئة شخص. وآخر برامج القروب كان تكريم أكبر ثلاث أمهات في الشلالية، لتكريمهن في عيد الأم الأخير، وقد كان. وتضيف أسرار أنّ القروب لا يضم فقط من هم في العاصمة، وإنما في الولايات وحتى خارج السودان. وتصل مساهماتهم الخيرية بشكل مباشر. وأشارت أسرار الى فاعلية القروب التي كان وراءها عدد من الاخوه الكرماء على رأسهم الاستاذ ابو بكر محمد عبد القادر و معاوية عباس وحسن سيدون وعبد المنعم عنتر وإخوانه.
هنادى عبد اللطيف، التي انشأت قروب على الواتساب باسم «الذاكرون»، قالت لـ «الإنتباهة» إن فكرته جمع الاصدقاء للتلاوة الاكترونية الجماعية ووهبها للأحياء والأموات، أو لتكون بمثابة الاقتراب من القرآن يومياً، مشيرة الى ان الناس بفعل الهاء الدنيا ومشاغلها لهم يمر على أحدهم أسبوع لا يقترب فيه من المصحف. وتضيف هنادى قائلة: «عادة ختم القرآن الكريم مرتبط بشهر رمضان المعظم، لكن من خلال هذا القروب استطعنا ان نقرأ يومياً حزبين، وأصبح العديد من اعضاء القروب يداومون على قراءة هذه الأحزاب من المصحف او من خلال القروب حينما يكونوا فى اى مكان لا توجد فيه مصاحف كالمواصلات والاماكن العامة وفى اثناء ساعات العمل». وتؤكد هنادى أن العديد من اعضاء القروب استفادوا من الفكرة التى جعلتهم يداومون على التلاوة، وتم عمل شريحة خير للتبرع باى مبلغ يتم جمعه لمساعدة حالات انسانية، وخلال شهر تمت مساعدة اسرة ومدها بمشروع صغير يعود عليها بعائد مادى بعد ان كانت ربتها تعمل فى المنازل مما اصابها بمرض الغضروف. وتختم هنادى حديثها بأن القروب ضم اعضاء لم يلتقوا ابداً الا عبر القروب، ولأنهم اجتمعوا على كتاب الله وقراءته فقد حدثت الفة بينهم كاخوة فى الله وهم فى عدد من ولايات السودان والدول العربية.
إيجابي وسلبيوقالت الاستاذة رحاب علي صاحبة فكرة انشاء قروب «الصلاة على النبي»: «من خلال تجربتي الخاصة اجد ان القروبات عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة تحمل الوجهين السالب والإيجابي، وذلك يعتمد على توظيف الشخص لمحتوى وفحوى هذه المجموعات، بالاضافة الى انتقاء افرادها ومستويات تفكيرهم وطبيعة المواضيع التي تطرح للنقاش، واعتبرها انجع وسيلة لتسيير القروب دون التعرض لما يمكن ان يقود الي عواقب سلبية»
وأشارت الى ان هنالك قروبات تضم مجموعات من مختلف الاعمار الا انها لا تهدف الى فعل الخير، وانما هدفها المتعة المشوهة والنظر الى الحرام، ومن هنا تناشد أرباب الأسر متابعة أبنائهم لمحاربة هذه الظواهر السالبة حتى لا تكون وباءً عليهم في مستقبل أيامهم.
صحيفة الإنتباهة
سارة إبراهيم عباس
ع.ش