وذلك انسان قد كان فريدا اذ اختصر السودان ذاك الكبير.. فجاء بعفوية
انسان الغرب وحنية انسان الشمال وجدية انسان الشرق ليكون ذا اثر جميل
وخلق نبيل وعطاء امتد حيثما جاء او الى اين ارتحل.
هكذا كان سليمان رجلا سمحاً وفارسا مقدما ان وعد اوفى وان غشى اعطى وان
صادم عف قولا وفعلا وصادم في شرف لا تخطئه الا عين اصابها الرمد او قلب
ملأه الغل والحسد.
وهكذا كان سليمان اخلاصا في كل خطواته ومراحل حياته.. وهب نفسه
للمجتمعات التي صاغت شخصه العظيم.. فإذا ما ارتحل الى الشرق القصي واقام
هناك فإنه يحمل معه نيالا واهلها واخوانياته وتفاصيل حياته التي كانت
هناك.
واذا ما جاء العاصمة فإن يأتي متوشحاً بكل صفات انسان ذلك الشرق
البهي.. نبله وجده وهزله الممراح البرئ ولم ينس ما اكتسبه من نيالا عروس
الغرب الصادحة.
اما الشمال حيث الاهل والجذور فإن له حكاية ليس اصدق منها غير هذه
النهاية الاليمة الصاعقة المفجعة اذ لم تنقطع خطواته عن ذاك الهناك متى
ما دعاه واجب وما اكثر ذلك الواجب وما اكثر عدده وحصاده وهل من واجب
اكثر من الموت هذه الحقيقة الوحيدة التي اتفق عليها كل بني الانسان.
وشع الله لك في المدخل ورطب لك في المرقد واكرم لك الوفادة واثابك
الجنة فقد كنت فينا نبيلاً .. جميلاً وانا لله وانا اليه راجعون….
ياسين الشيخ _ الخرطوم
النيلين
[/JUSTIFY]