شطة في قفص الإتهام ..!!

‫شطة في قفص الإتهام ..!!
** بمنطقة الخوي أيضاً – وهي إحدى مناطق شمال كردفان – تفاجأ الأهل قبل عام بموجة ضحك عارمة لحد (القهقهة والدموع) ..علماء الطب أسموا تلك الحالة بالضحك الهيستيري، وتلك ما أصابت الأهل بالخوي، و تفشت – فجأة كدة – إلى أن تجاوز حجم الحالات المائة بخمسين .. وزارات الصحة – المركزية منها والولائية – لم تجد تفسيراً لذاك الضحك، ولا علاجاً أيضاً..كل القرية تقريباً، ضحكوا أسبوعاً ونيف، ثم سكتوا ( براااهم).. وحكومة ولايتهم، وكان واليها أبوكلابيش، هي الجهة الوحيدة التي أتحفت الصحف بأسباب الضحك، إذ قالت بالنص على لسان واليها : (السحر أو الجن يقف وراء هذا الضحك الجماعي )..وتحت ستارهذا التبرير، ماتت قضية القمح الملوث بشمال كردفان.. وكما تعلمون، الجن ليس في موضع يمكنه من عقد مؤتمر صحفي لينفي تلك التهمة ..!!

** والهروب من المسؤولية باتهام كائنات غير مرئية وغير ملموسة وغير عاقلة ليست بدعة في بلادنا..إذ قبل الجن الذي أضحك أهل الخوي، تسببت السناجب في إغراق وتدمير بعض قرى ولاية كسلا قبل خمس سنوات تقريباً، أوكما قالت حكومة كسلا عقب تمرد القاش وتجاوزه لمتاريس الأسمنت ذات الأخطاء الهندسية والفنية، ..وكالعاده لم تنف السناجب التهمة، وذلك لعجزها عن عقد المؤتمر الصحفي..ولا ننسى الضب الذي تسبب في قطع التيار الكهربائي عن مدينة سنار أسبوعا كاملاً، أو كما قال معتمد سنار مخاطباً غضب الأهل هناك قبل عام، وللأسف لم يجد الضب سبيلاً إلى عقد مؤتمر صحفي لينفي تلك التهمة..والمعارضة أيضاً (قفلت البلوفة)، كما قال مدير المياه بالخرطوم حين حل الفراغ – والشخير – محل المياه في مواسير الناس قبل عام .. و…!!

** ولايزال يتواصل مسلسل الهروب من المسؤولية بإتهام كائنات وأشياء غير عاقلة وعاجزة عن نفي الإتهام ..بالولاية الشمالية، مطلع الأسبوع الفائت، وخلال ثلاثة أيام فقط لاغير، تعرضت ( 24طالبة) بمدرسة السرايا الثانوية لعمليات جراحية، وتم إستيصال زائدتهن الدودية، وتم تعليق الدراسة، ولا يزال ..هكذا الوضع الصحي بتلك المدرسة.. وأمام وضع كهذا، كان على الساسة إلتزام الصمت حتى يتحدث الطب ويكشف أسباب والعلاج ..ولكن (لا)..كالعهد بهم في الهروب من المسؤولية، سبق الساسة أهل الطب، وتحدثوا حديثاً رائعاً حول هذا الأمر.. يلا، نسمع ونستمتع بأحاديث العباقرة ..!!

** تقول وزارة التربية والتعليم بالشمالية، على لسان وزيرتها، بالنص : ( الإنتقال المفاجئ من فصل الشتاء إلى فصل الصيف هو سبب الزائدة الدودية)..ممتاز، (فعلاً) فاجأ فصل الصيف مدرسة تلك الطالبات، ولم يأتي إلى مدرستهن كما يمشي الوجى الوحل، أوهكذا جاء إلى بقية (مساحات السودان)..وعليه، حسب حديث وزيرة التربية والتعليم،( الصيف غلطان)، ونطالب هجيره بعقد مؤتمر صحفي يؤكد أو ينفي ( تهمة الوزيرة) ..أما المجلس التشريعي بالولاية، فقد حدق ملياً في حالات الطالبات وزائدتهن الدودية ، ثم قال على لسان رئيس لجنة الخدمات بالنص : ( ده عامل نفسي، والإمتحانات هي السبب)..تفسير رائع للغاية، و نطالب السلطات الصحية بمكافحة الإمتحانات – وخاصة الكيمياء والفيزياء – في طورها الإعدادي ك (خير وقاية)..!!

** وقبل الوزارة والمجلس، مسؤولاً رفيعاً بالشمالية هو الذي خاطب الصحف بعد أن أخفى اسمه ومنصبه قائلا بالنص الصريح : ( الشطة هي السبب).. ومسكينة هذه الشطة التي بلا لسان وبلا شفتين، وبلا عقل ينفي التهمة.. وبالمناسبة، هي الشطة دي كانت حمراء ولا خضراء ؟، وكانت بالليمون ولا بالدكوة؟، فالتفاصيل مهمة ليتجنبها (الشعب الفضل )..المهم، هكذا يتواصل مسلسل (الهلوسة السياسية)..وهي محاولة ذكية للهروب من المسؤولية ..ليتهم سكتوا، أو قالوا قولاً فحواه (لا نعرف السبب)، وليس في جهل الساسة بعلوم الطب ما يعيب..ولكنهم لم يسكتوا، بل أفتوا ب(تلك الهلوسات).. إما عن جهل، أو لكي يغطوا بها نتائج فحص معمل إستاك ..نعم مياه المدرسة وأطعمة داخليتها في مرحل الفحص.. ومع ذلك، كانت – ولاتزال وستظل – الشطة والصيف والإمتحانات هي أسباب الزائدة الدودية..وعليه، نقترح للبرلمان – والمجالس الولائية – تشريع قوانين تحاسب فصول السنة والحشرات والنباتات و البهارات و الكائنات غير العاقلة، لتحل محل القوانين التي تحاسب من نسميهم – مجازاً – بالمسؤولين ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version