ميرغني ابو شنب : نحن حبايب بلاش نتكلم عن حلايب !

قبل مدة .. ايام حكم الرئيس السابق حسني مبارك سافرت الي مصر مع وفد صحفي كبير ضم الدكتور محي الدين تيتاوي نقيب الصحفيين والاساتذة كمال حسن بخيت ومصطفي ابو العزائم ويوسف السماني ومحمد احمد دسوقي ومحمد الصادق وصلاح دهب ونزلنا في فندق شيراتون الجزيرة الرائع البديع وكان ذلك بدعوة كريمة من السفارة المصرية التي اوفدت معنا مندوبا عنها قام بعمل كل التسهيلات اللازمة وهو الذي وضع لنا برنامج الزيارة وجعلنا نتشرف بلقاء شيخ الازهر ونقيب الصحفيين الاستاذ مكرم محمد احمد وزرنا الاهرام وجلسنا مع الصحفية النابغة التي تحب السودان اسماء الحسيني وزرنا مدينة السينما التي تعد بكل المقاييس معجزة.. واخيرا كان اللقاء بيننا وبين صفوت شريف الذي كان هو الرجل الثاني في مصر ووصل الي ذلك بمكره ودهائه وذكائه وافعاله القبيحة التي يتحدثون عنها اليوم وستتم محاكمته بسببها ومن بينها اعماله الفاضحة مع الممثلات ووقوفه وراء اغتيال سعاد حسني ودخلنا الي قاعة اجتماعات صفوت الشريف وسط اجراءات امنية كبيرة .. وبعد ان قاموا بفحصنا ومراجعتنا اجلسونا قبل وصوله وجاء صفوت الشريف بعدها الي المكان تحيط به حراسة من رجال الامن وعندما جلس علي مقعد وكان يعلم بدون شك اننا كلنا من العاملين بالصحف السودانية كانت اول كلمة قالها لنا هي : نحن حبايب .. بلاش نتكلم عن حلايب.. وحلايب وقتذاك كانت قد اغتصبت وتمت اضافتها للاراضي المصرية وصار التركيز عليها كبيرا في اجهزة الاعلام المصرية .. واليوم قالوا انها ستكون منطقة سياحية وسيتم الصرف علي تجهيزها .. ومعني هذا في رأي الاشقاء المصريين انها لن تعود الي السودانيين وهي ارضنا ومن حقنا ان نطالب بها .. رغم اننا نحب الاشقاء المصريين ونتمني لهم كل الخير. لكن الحق حق كما يقولون وايام ان كان المرحوم عبد الله خليل رئيسا لوزراء السودان حدث نزاع حول حلايب وكان يحكم مصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ونقل عبد الله خليل يومذاك قوات كبيرة من الجيش السوداني الي حلايب.. وتأزم الموقف جدا وكادت ان تحدث المواجهة العسكرية بيننا وبين الاشقاء المصريين لكن الزعيم عبد الناصر بحكمته وعظمته قام بالقاء خطاب قال فيه قولته المشهورة : لن يرفع عربي السلاح في وجه عربي .. واكد ان السودان ومصر بلد واحد .. لا فرق بين القاهرة والخرطوم وحلفا واسوان وبورسعيد وبورتسودان .. وقبلنا في السودان بما قاله عبد الناصر لاننا كنا نحبه .. وتوقفت كل التحركات من اجل فرض سودانية حلايب يومها كما قالوا لنا تقدم بشكوي للامم المتحدة وعلم مندوب مصر بها ان الحكم سيصدر لمصلحة السودان.
ونحن بدون شك ضد اي عداء مع المصريين فهم بالنسبة لنا اشقاء ونريد ان يكون السفر بين البلدين بدون اي اجراءات وحق الاقامة نكفله لهم ويكفلونه لنا في بلادهم لاننا بحاجة لهم وهم بحاجة لنا لكن وبدون اي استفزاز يجب ان نجلس معهم لنتفاكر ونتشاور ونقرر في النهاية مصير حلايب التي هي بدون شك ارض سودانية .. لكن الاشقاء في مصر يريدون ان يستولوا عليها رغم علمهم ان جدودنا زمان وصونا علي الوطن .. علي التراب الغالي الما ليه تمن.. وقد قرأت قبل يومين ان نائب حلايب في المجلس الوطني عندنا تحرك وطالب الحكومة السودانية بتحديد مصير حلايب .. والحكومة عندنا من المفروض ان تتجاوب مع رغبته وتتحرك لاثبات حقنا وبعدها ان اردنا يمكن ان نتنازل عن حلايب هذه للاشقاء المصريين بدون تحديات!

صحيفة الدار
ع.ش

Exit mobile version