وأوضح جمعة فى بحثه الجديد الذى صدر عن دار الإفتاء أنه : ” يقوم نقل الأعضاء على الانتفاع من الحيوان من سنه أو عظمه أو سائر أعضاء الحيوان كالقلب والكبد والكلى وغير ذلك، والانتفاع بالسن والعظم ونحوهما ممكن وواقع بالفعل، وأما نقل الأعضاء الحيوية كالقلب والكبد، فإنه وإن لم يكتب له النجاح حتى الآن، إلا أنه متصور وقد ينجح مستقبلاً”.
وأضاف جمعة، بحسب جريدة “المصري اليوم”: “ينبغى فى هذا المقام أن نفرق بين صورتين هما: الأولى الانتفاع بأعضاء الحيوان الطاهر، وهو مأكول اللحم المذكى، فلا مانع من التداوى بأجزائه، لعموم الأدلة الدالة على مشروعية التداوى، والندب إليه، ويعتبر التداوى بأعضاء الحيوان على هذا الضرب مباحاً كالتداوى بسائر المباحات، بجامع طهارة الكل، ولأنه كما جاز الانتفاع بأجزائه مع إتلافها بالأكل وكسر العظام فجواز الانتفاع بها بغرسها وبقائها أولى وأحرى.
ثانياً الانتفاع بأعضاء الحيوان النجس وهو ميتة مأكول اللحم، أو غير مأكول اللحم ذكى أو لم يُذك، والأصل فى هذا الضرب التحريم لمكان النجاسة التى يوجب وضعها فى البدن بطلان الصلاة وغيرها من العبادات التى تشترط لها الطهارة، لكن يبقى النظر فى حالات الضرورة.. هل يجوز فيها النقل أم لا؟».
وأوضح جمعة أن ” المتأمل لنصوص الفقهاء يجد أنها دالة على أن الأصل تحريم الانتفاع والتداوى بالنجس، بل ينبغى أن يعتمد فى ذلك على ما هو طاهر، فإن لم يجد ولجأ إلى التداوى بالنجس فلابد فيه من تحقق شرطين: الأول الضرورة أو الحاجة التى تنزل منزلتها، وتقدر بقدرها، إلى التداوى بهذا النجس، ويتحقق هذا بشهادة الأطباء المختصين، والثانى ألا يوجد ما يقوم مقامه من عضو طاهر أو غيره”.[/ALIGN] محيط