بدءاً وعلى عتبات أبواب المستقبل ومرونة التعاطي مع حياة العصر بلوغاً أو محاولة للحاق بقطار من فاتهم التعليم العالي أو التحويلي بالثابتة من شهادة وتوثيق أو انتقال، من مجال عجزت أدبيات واقعة من تحمله منطقاً للإكتساب والترزق عبره.. تتماهى ظروف تحقيق الرغبة في التعليم الجامعي مع الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لطالبي هذا الأمر، وتنفرج زوايا الرؤية لتدخل في دوائر «التعليم المفتوح» الذي قطع شوطاً كبيراً في كثير من الدول وحقق مبتغاته ونيف.. لما له من سهولة في الاتصال والتطور التقني والتكامل مع التعليم الرسمي، الذي يقوم مقام التقليدية، والاعتياد من فرض المكان والزمان لحالة التعليم.. الشيء الذي سلب الكثيرين فرص الدخول في هذه المنظومة.. آن الأوان أن تتعرف فئات مجتمعية كثيرة في بلادنا على الكيفية للتحصيل الجامعي مع الظروف الملزمة، وذلك بالتعاطي مع الجهات ذات الأطر التعليمية المفتوحة وأحد نماذجها «جامعة السودان المفتوحة» والجامعات الأخرى ذات المرونة.. ففرص من لم تستوعبهم الجامعات لم تعد قاصرة- خاصة الذين لم تحقق لهم شروط الجامعات- أو من انخرطوا في أنواع مختلفة من العمل الفني والإداري، وازدادت ارتباطاتهم بحيث لا تتاح لهم فرص التقيد بالنظام الجامعي، خاصة إن كانوا حريصين على المواكبة والتطوير أو حالت المسافات بينهم ودور الجامعات، أو كانوا محكومين بالتزامات لا تمكنهم من إدراك الهدف التعليمي العالي من نساء البيوت، أو الواقع على عاتقهن واجب اجتماعي أكبر من تربية ومسؤولية ملزمة تجاه الوالدين، إن كان أحدهما أو كلاهما في مقام العجز والعقود.. والفرص تلوح لحفظ حق التعليم العالي أو التحويلي، مع مبدأ التعليم المفتوح الذي قوامه امكانات هائلة تترصد الحواس الخمس وتنفرج على رؤى الدور الذي يجب أن يلعبه التعليم المفتوح في الأطر الحياتية السودانية، حيث ينشغل الإنسان فيها بتوفير الأولويات والأساسيات من لقمة عيش كريمة وحفظ الكرامة.. ومن بعد ذلك تتطور الحاجة عنده إلى الرغبة للتقدم والسعي بالبصيرة نحو المستقبل العلمي المتنامي فقط، يجب كسر حاجز التخوف بعد الانعتاق من قيود المعوقات المعروفة، ومن ثم الإقدام على الدنيا الجديدة، والتآلف مع التعليم الآخر الذي يتحرر من وجود فرضية الأستاذ والطبشيرة والسبورة.. حيث باتت التقنية الحاضرة بدل هذه اللوازم التعليمية المعتادة مع فرص أكبر للإعادة والتكرار، «حتى يتعلم الشطار» أو يتقبل العقل ويفهم ويستوعب، إذن لم يعد من الصعب تحقيق مبدأ التعليم للجميع، وصار العلم مبثوثاً في الفضاء المرئي والمسموع، أو عبر الانترنت، ولا يقعد الإنسان عنه إلا الهمة والالتزام بالاشتراطات، ويستسهل الطريق وسبيل العلم أمام الناضجين، لبلوغ حلم التعلم عن بعد.. والأصل إن عدد غير المتعلمين تعليماً عالياً أو تحويلاً كبيراً في ظروف سودانية لها أكثر من بعد اجتماعي، اقتصادي، سياسي وأمني، نتاجاً لظرف البلاد المعروف الآن.. إذن نافذة التعليم مفتوحة وتفرض نفسها، فقط يجب السعي على تخفيف اشتراطات استيفاء بلوغها والدخول في دوائرها.. بالمقابل الإصرار على البقاء بعيداً على التقدم نحو المستقبل، خطوة بات لها أكثر من مؤشر في الوصف والنعت العام للفرد.. شائعاً هذه الأيام نعت «الجهلول» على ذلك المنعزل علمياً وتقنياً رغم أن الكثير منهم يلصق به النعت دون خاطره خاصة في المناطق المبتلاة بعدم الاستقرار.. بالتأكيد لا أحد يجب أن يكون «جهلولاً» إلا تحت إمرة ظرفا قاهر أو استلاب إرادة أو أوضاع فوق الاحتمال، ويصبح الشكل العام ختماً لرداءة الحال.. لذا لزم أن يكون هناك حد للأمية الكتابية أو التقنية، حين صارت الأخيرة وسيلة عصر كسر الحواجز من عواتق الأيام والتعاطي معها إذن لابد من طرائق وسطى للتعليم، ينقل القاصدين من ظروفهم وتشرد بعضهم إلى حوى حالة العلم والانفلات منها والانعتاق من نعوت (الجهلول) إلى «اللاجهلول» ثم إلى المتعلم تعليماً عالياً أو تقنياً..
آخر الكلام:
في هذه البلاد امكانيات هائلة آن أوان التعاطي معها بفرضيات قيامها وأهدافها.. وفي التعليم المفتوح نموذج صالح.. إذن تحرروا من الخون التقني وانطلقوا… وبراڤو لكل مقتحم
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]