عروس وللا داندرمة ؟!!

‫ عروس وللا داندرمة ؟!!
نزل حاج (منوفلي) من مقعد سيارته البوكس (دبل كابين)،وتوجه نحو دكان (عبد الغني) لبيع الأواني المنزلية .. دخل وهو يرفع صوته الجهوري بالسلام، بينما نزل سائقه الخاص ليجلس في ضل الدكان ..
رحب (عبد الغني) بضيفه بشيء من الدهشة متحيرا من السبب (القشّة الدرب) لابن بلدته الثري ودعاه لزيارته في الدكان، خاصة بعد رحوله من الحِلة برفقة نسوانه (الفي حبالو والمطلقات والمرفوعات على الرف لساعة عوزة)، وذلك عندما توسعت أعماله وزاد ثراؤه بصورة صارت مصدرا لتساؤلات وربما حسد أهالي المنطقة ..
جرّ كرسي بلاستيك ووضعه في منتصف الدكان (تحت المروحة)، وصاح على أحد الصبيان الذين يبيعون البارد بـ الدرداقة:
بسراعك يا ولد تعال جيب لينا بارد هنا لي عمك الحاج.
فقاطعه (حاج منوفلي):
موية صحة ساكت يا ولد .. تاني البارد وين مع السكّري الدخل الجسم ؟
حاج (منوفلي) رجل ستيني مربوع القامة متوسط (الصحة) لايشكو من سمنة أو نحافة ولا يعيب شكله (العام)، سوى النمو المطرد لـ (كريشة مستديرة) كانت تزداد بزيادة أكل المطايب والماء البارد بعد تعوده على عيشة النغنغة والراحات .. بدأ الحاج حياته مزارعا كحال أغلبية أهل المنطقة، ولكن عندما قنع من خيرا فيها تحول من الزراعة لبيع المحاصيل، ثم توسع ودخل عالم الإستثمار الواسع ..
كان حاج (منوفلي) مزواجا كثير الذرية، ولم يكن يستنكف من ممارسة عمليات الاحلال والاستبدال كلما رغب في زيادة عدد حريمه ووجد أن جميع الخانات مشغولة، فكان من يقع عليها الدور لمغادرة (حباله)، ترضى بقسمتها في صمت وتكتفى بتربية ابنائها منه تحت كنفه ورعايته المباشرة، فالشيء الوحيد الذي لا يختلف عليه اثنان هو محبته لجميع ابناءه ومعاملته لهم بدون فرز ..
عندما عاد (عبد الغني) للحِلّة كان أول ما فعله بعد أن خلع جلبابه ووضعه على الشماعة، مناداة ابنته الصبية (عواطف) الطالبة بالمرحلة الثانوية .. سألها بدون مقدمات:
انت يا بنية حصل قابلتي حاج (منوفلي) بتاع الشاحنات الكان جارنا هني في الحِلّة؟!
بقليل من التلعثم والاضطراب أجابته (عواطف):
أأأي يا أبوي .. يومو الجا لي فاتحة (العافية بت جبر الدار) .. لاقانا أنا والبنات في درب المدرسة قام وصلنا معاهو .. حتى سألني قال لي انتي بت منو يا بنية ؟ قمتا وريتو .. في شنو يابا ؟
صرفها (عبد الغني) باشارة من يده:
لالا .. مافي عوجة أمشي ونادي لي أمك
لم ينقطع النقاش الحامي بين (عبد الغني) وزوجته حتى ساعة متأخرة من الليل، بعد أن أخبرها بطلب حاج (منوفلي) ليد ابنتهم (عواطف) .. سهرا يقلبان الأمر، كان (عبد الغني) يميل للموافقة، ولكن زوجته كانت تصر على رفض الموضوع بدون مناقشة .. قالت لزوجها بغضب:
يا راجل انت الله ما بتخافو .. منوفلي ده ما أكبر منك وأولادو أكبر من بتك المسكينة الداير تبيعا ليهو ؟ وبعدين انت نسيت إنو (شريف) ود أختي روحو معلّقة فوقا وراجيها بتين يا الله تتم الثانوي عشان يجينا ؟
أجابها (عبد الغني):
الراجل كمان بعيبوهو بالصغر والكبر .. الراجل عيبو في جيبو .. وبعدين عاجباك الحالة النحنا فيها دي ؟ السوق حالو واقف .. والله أنا اليوم كلو مرات ما ابيع لي دستة كبابي وآخر الاسبوع أكوس لي حق الحافلة البتجيبني ليكم راجع .. أسكتي ساي وخليها مستورة
انتشر خبر طلب حاج (منوفلي) ليد (عواطف) بسرعة البرق، وتناقلته مجالس النميمة والشمارات في الحِلّة وسرعان ما وصل الخبر لأذني (شريف)، فدخل في حالة من الحزن والدبرسة وصام عن الكلام ورفض التفاهم مع أحد .. وفي نهاية الأسبوع الثاني اجتمعت الأسرة لتفتي بصورة نهاية في طلب حاج (منوفلي) حسب اتفاقه مع (عبد الغني) للحضور واستلام الرد .. ارتفع الجدل مرة أخرى خاصة عندما حكى شقيق (عواطف) عن حالة (شريف) الصعبة، وضرورة الالتزام بالوعد الذي قطعته له الوالدة من قبل، ولكن حبوبة (السارة) والدة (عبد الغني) قاطعت حفيدها في غضب:
نان قالولك (عواطف) داندرمة لامن ندّيها لي (شريف) نسكّتو بيها ؟ (منوفلي) وبس .. عشان نشبع لحم ونرتاح كلّنا لـ جنا الجنا !!

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

Exit mobile version