الفنان مصطفى السني : لن أكون سجيناً في عباءة أبو داؤود

[JUSTIFY]صاحب صوت صداح وحنجرة مليئة بالتطريب، مطرب يغزل خيوط الدهشة بتفانٍ ويدخل إلى الأذن دونما استئذان، هادئ وخلوق مصطفى السني الذي يتميز بترديده أغنيات أبو داؤود، كانت له مشاركة في مهرجان ربيع (سوق واقف 2014 بالدوحة)، التقته (اليوم التالي) عبر هذا الحوار:
*شاركت في مهرجان سوق واقف بالدوحة، كيف كان لك ذلك؟ جاءت باتصال من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان بمدير أعمالي تسأله عن إمكانية المشاركة في المهرجان فتمت الموافقة، والترشيح جاء من لجنة المهرجان، ومن هنا دعني أحيي شعب قطر وحكومتها والقائمين على أمر المهرجان، لأنهم عاملونا بكرم واحترام، بالمناسبة أنا شاركت في مهرجانات كثيرة لكن (مهرجان واقف) أدهشني بتنظيمة وتخطيطه، الرائعين، كما أن المشاركة كانت برفقة أستاذنا وحبيبنا أبوعركي ما أضفى عليها متعة أكبر، فالأستاذ عركي له مدرسة مختلفة بل هو مدرسة قائمة بذاتها.
* هل لهذه المشاركات أثر نشر الأغنية السودانية؟ في المؤتمر الصحفي الذي عقدنا عركي وأنا، كنت واضحاً في طرحي عن عدم انتشار الأغنية السودانية، وقلت إن السبب هو الإعلام الداخلي، لكن برضو قلت ليهم انتو كإعلام عربي مقصرين، ونحن إذا ما ظهرنا لأي سبب من الأسباب كانت تجوا تفتشوا علينا، أنا افتكر أن المشاركة في سوق واقف وجدت إشادة من فنانين كبار أمثال كاظم الساهر وأبوبكر سالم، إذ أشادا بالموسيقى السودانية.
*من خلال المشاركة بسوق واقف هل وجدت الأغنية السودانية تجاوباً؟ يمكن أن تجد الأغنية السودانية حظها من القبول ببعض المعالجات وعندي مقولة مؤمن بها، وهي أن العالمية بتبدأ من المحلية، لكن لازم القالب البتتخت فيهو الأغنية يكون مقنعاً للمستمعين في الخارج، مثلاً لا بد أن تكون مخارج الحروف معقولة ومفهومة، وأن توزع الموسيقى بشكل بسيط، ومثال لذلك انتشار الأغنية الخليجية التي كانت مغمورة وكذلك أغنيات المغرب العربي، وهذا كله يجد إعلام مساند، ومشاركات مستمرة في المهرجانات.
* ألا تعتقد أن المطربين مقصرون في عدم انتشار الأغنية؟ هم مقصرون مافي كلام، لكن اعتقد أن النسبة الأعلى من هذا التقصير يتحملها الإعلام، وأنا هنا أتكلم بوضوح شديد، أنا كنت في بريطانيا فترة طويلة، وشاركت في مهرجانات كثيرة جداً باسم السودان حتى السودان ذاتو ما كان عارف إنو في زول مشارك باسمه.
برأيك ماذا ينبغي أن يفعل الإعلام السوداني، إزاء ذلك؟ متابعة الحراك الموسيقي العالمي وتغطية التلفزيونات والإذاعات والجرائد للمهرجانات الكبيرة، بعدين لازم الوساطات والمعارف دي تتشال برة، الزول المفروض يمشي يشارك في مهرجان يكون خاضعا للجنة عادلة، لأنه سيمثل السودان.
*بعض المشاركات انعسكت سلباً على الأغنية السودانية، ما رأيك؟ لازم تكون في لجان للمهرجانات دي، وكل زول يجيب ورقو ويخضع لاختبارات من قبل لجنة مختصة، الناس البتمشي تشارك في المهرجانات لازم يعرفوا يغنوا شنو وما يغنوا شنو، عشان الغناء السوداني لمن يطلع بره يكون مشرف، وبالتأكيد عندما تكون الأمور منظمة ح تنال إعجاب المستمع حتى ولو لم يفهم اللغة كالمستمع الأوروبي مثلاً، الذي يهتم في هذه الحالة بالمسويقى والإيقاعات، وحركة المسرح، بدليل نجاح أستاذنا الفنان عبدالقادر سالم وعمر إحساس وقبلهم عبدالعزيز المبارك ورشا شيخ الدين.
*ما رأيك في مشاركة الشاب نايل في برنامج ذا فويس هل هي فتح جديد في نشر الأغنية؟ افتكر انو (نايل) عمل شغل جميل، ولفت أنظار جمهور كبير نحو المغني السوداني، لأنو في ناس كتار بفتكروا إنو السودان ماعندو غنا، وأنا ليس لدي مأخذ في أنه غنَّى غناء ليس سودانياً، عموماً أتمنى من الله أن يوفقه ويكون من الفائزين، لكن ياريت بعد ما يتعرف يحاول يرسخ لفكرة الفن السوداني، ويستغل الفرصة دي ليعرف الآخرين بأننا لدينا غناء جميل وممكن ننافس.
تقييمك لبرنامج أغاني وأغاني؟ المشاركة جاءت بطلب من إدارة النيل الأزرق والمشاركة في أغاني وأغاني أضافت إلى الكثير، واختصرت سنوات كثيرة، أما تقييم تجربتي في البرنامج فأتركها للمشاهد.
ألاّ تتخوف من الظهور بأعمال خاصة بك والناس عرفتك وأحبتك من خلال أغنيات أبو داؤود؟ فعلاً، لكن بالتأكيد لن أظل مسجوناً في عباءة أستاذنا أبوداؤود، فأنا من خلال أبوداؤود رحمه الله، ظهرت للناس، لكن لازم انسلخ من الحتة دي لأن عبد العزيز فنان لا يتكرر مهما أجدت تقليده.
هل تريد أن تقول إنك لست مقلداً لأبي داؤود؟ أنا بغني غناءه بطريقتي، لكن في شبه في صوتينا بنسبة 10% كدا.
هل ستشارك في موسم أغاني وأغاني القادم ؟ لم أخطر بذلك حتى الآن، لكن إذا تم اختياري ما عندي مانع، وأتمنى ذلك، كي أطل على المشاهد السوداني مرة أخرى.
*تقييمك للساحة الغنائية الراهنة؟ هنالك الكثير من الشباب الذين يمتلكون أصواتاً جميلة، بس عندهم مشكلة في اختيار الشعر، وفي المقابل هناك من يتغنون بغناءٍ ما أنزل الله به من سلطان، لكن الآن هناك ما يشبه الصحوة وسط المطربين الشباب، بقوا يرجعوا للغناء الذي لديه قيمة.
*هل تمثل الحقيبة عقبة للجيل الحالي؟ من وجهة نظري أن الجيل الذي أتى بعد الحقيبة عمل شغل كويس، لكن الجيل الحالي معظمه مستعجل من أجل للشهرة والمال، والساحة الفنية لا تخلو من ناس فاهمين وعاقلين وماشين صاح، وعندهم خطط وبدرسوا الكلمات جيداً قبل التغني بها، لكن تمشي بيت عرس بطلبو منك غنا ما انزل به من سلطان، غنا ما سمعت بيهو، وغنا بغنو البنات لا أجرؤ شخصياً على غنائه، فلا أدري أين الخطأ هل ذوق المستمع السوداني أم الزول الكتب الغناء، أم نحن الذين ننتقد هذا كله؟ لكن عموماً هنالك صحوة فنٍّية.
كلمة أخيرة؟ أشكركم على المقابلة الظريفة دي، وإن شاء الله تكون خفيفة على القارئ، وأن لا أكون جرحت أحداً أو قلت كلاماً لا يعجب.

صحيفة اليوم التالي
علاء الدين أبوحربة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version