راشد عبد القادر: أى سلطة تلك التى تقتل لاجلها؟؟ وأي انتماء ذلك الذى تغتال لخاطره؟؟

النكتة التى تقول أن أدروب الذى خرج فى مظاهرة مع الطلاب وهو يهتف كما يهتفون .. مقتل طالب مقتل أمة جهاز الامن جهاز فاشستى.
وأدروب يهتف معهم (تقتل طالب نقتل امك، جهاز الامن جهاز لاسلكى).

والنكتة تعكس الواقع المأزوم فليست القضية فى الهتاف الذى يتردد وإنما فى الفعل الذى يأتى صدى لذلك الهتاف فالطالب سيقتل ولن يقتل قصاده أم أحد من العالمين فأدروب لا يملك إلا حنجرته وقبضته الملوحة فى الفضاء كأولئك الذين (يحسنون الهتاف) مقتل طالب مقتل أمة فلن يعودوا إلا بذكريات هذه المظاهرة وذكريات صديق لهم قتل هناك أثر رصاصة تقتل فقط لأجل هتاف.

سيمضى هذا القتيل كما مضى قبله العشرات وهتافات تتردد فى الفضاء
هم يعلمون ذلك لذلك يصوبون رصاصهم إلى الصدور… لن تفعلوا إلا محض هتاف وغدا تنسون أو يصبحون ذكريات
ليس مهما ان كان يساريا او اسلاميا ولكن يهم انه قتيل ,, ليس مهما ان كان إسمه بلل أو الأقرع أو محمد عبد السلام أو التاية لا يهم إسمه.
وإنما يهمنا هذه الملهاة التى إستمرت أجيالاً طوال.

أجيالاً لا تفرخ إلا العنف والعنف المضاد والقتل بالأصابع الخاوية من الاحساس بالانسان
هذه الايادى التى تهرول الى حمل الاطواق والخراطيش السوداء والخناجر والمسدسات لا تعى ان هذا الجسد الذى تضربه يشبه جسدك تماما وبه روح وله ام تقدره واخت محبة اصدقاء يحتفون به
هذا الشخص له قيمة وقيمة عالية جدا كقيمتك تماما فى محيطك الذى تتحرك فيه
انت تنتهك كرامتك الانسانية حينما تنتهك كرامة الاخرين .. انت توجه رصاصتك الى انسانيتك وقيمتك كانسان حينما تغتال الاخر بدم بارد . تتحول حينها الى وحش تفقد حضورك الدنيوى كانسان والاخروى كذلك.

أى سلطة تلك التى تقتل لأجلها؟؟ واي انتماء ذلك الذى تغتال لخاطره؟؟
لن يتم القصاص
ولن تجد امك الا البكاء والعويل والذكريات
وستمضى لتصبح شيئا بعيدا بعيدا فى خيال الاصدقاء
لن يدينوا انفسهم وسيبحثوا عن تحميل الذنب لجثتك التى اعترضت طريق الرصاصة
سيتكلموا عن دمك الذى شوه نظافة الطريق
وعن صرختك التى ازعجت اذانهم من سماع صوت السلطة التى تضخمهم
ماحدث فى جامعة الخرطوم لديهم اكثر من عادى فهو ما يحدث كل يوم فى دارفور وجبال النوبة وحدث فى بورتسودان وكجبار وشوارع الخرطوم
من قتل مرة يقتل الف مرة
ومن يتواطأ على الكذب سيظل متواطئأ على الكذب
ولن يبقى الا هتاف ادروب
آسف,, لن يبقى الا الله
وحينها نلتقى

راشد عبد القادر

Exit mobile version