ومعروف أنا بإسلاميتى رغم صداقاتى بالكثير من اليساريين وحزب الامة والاخرين .. كنت منفتحاً الى حد ما ولكن ذلك لا يمنع الاخرين ان يكرهونى بسبب انتمائى (كوز معفن).
من هؤلاء أذكر الزميل ابن ادريس من ابناء كسلا والذى يتخصص يومها فى اللغة العربية .. وفى أحد الأيام جاء الى جزلا قائلا (لقد هجوتك بقصيدة) ..
طيب كدا سمعنى
والرجل يقرأ قصيدته فى هجائى وانا فى كل سطر اوقفه .. ارفع دى .. اكسر دى .. ياخ دى منصوبة .. دا جمع مذكر سالم واعيد تصحيح القصيدة التى تهجونى فلا يجد الرجل الا ان سبنى (بايخ ثقيل سخيف).
وانا يقينى فعلا ان من حقه ان يهجونى وان يقول ما شاء فذلك رأيه فقط اريد ان يعرض رأيه هذا بصورة افضل
وهو عين ما كنت افعله احيانا مع الاخوة (بلنجة وين ماثيو) من موقفى كاسلامى ومساعدتى لبعضهم فى ورشهم السياسية
فمن حقك ان تعرض رأيك مهما كان متباعدا عن رأيي او موقفى فالحوار هو الذى يقرب المسافات والكبت هو ما يحيل الاقوال الى اعمال عنيفة
وعدد من الاتصالات والمراسلات فى الايام السابقات بينى وبين بعض الاحباء بين من هو جزل جدا ظنا منه انى (تركت الحركة الاسلامية) وبين من مشفق على ايضا ظنا منه بأنى فى طريقى الى خارج الحركة الاسلامية
ومربط الاقوال ان نهجى الناقد لما يخرج من الحركة الاسلامية وشيخ حسن هو فعل يجافى الانتماء
وهذه المواقف بقدر ماهى تدهشنى بقدر ما هى تصدمنى
لانهم ضمنا يقررون بشكل او اخر ان الانتماء يعنى التماهى والذوبان
وهذا ليس حقيقى ..ففى يقينى مثلا ان الترابى (هذا رأيى) هو اضخم مفكر شهده السودان منذ تأسيسه (ولغيرى ان يظنوا خلافى) ولكن هذا لا يعنى ابدا انه الصاح المطلق فايضا فى يقينى ان له اخطاء كبيرة جدا يدفع ثمنها ومازال هذا الوطن وضخامة شيخ حسن كمفكر لا تعنى ان يكون الاخرين دون رأي ودون عطاء فى زمن يتحول العالم فيه الى دولة مؤسسات وارادة جمعية ..
ولا اظن ان هذا المنتج الفكرى من الترابى هو نهاية الفكر الانسانى وانما هو جزء من لبنات الفكر الانسانى يحتاج الى تصحيح وتقويم واستكمال.. بل والاخطر اظن ان منهجى فى نقد الترابي او الحركة الاسلامية هو جوهر الحركة الاسلامية التى لا تؤمن بارادة الزعيم وانما ارادة الانسان فى قربه وبعده من الله ووجوده الخاص فى الاطار العام
ولا أؤمن بالمعجزات وانما الانسان هو اعجاز الله الاكبر متى امن بارادته ومضى لتحقيق رؤيته وفكره ..فلسنا نملك عصى موسى ولا يد المسيح الشافية للاكمه والابرص ولا ناقة صالح وانما (ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون)
ولا اؤمن اصلا اننا الحق المطلق وانما رؤية للحق قد تكون خاطئة بالكلية ويكون غيرنا هو الاصوب وبذا انا اكثر سعادة بمن يخالفنى الرأى اكثر من من يشاركنى رأيى لان الاخر يضيف الى زاوية اخرى للنظر
والاهم من ذلك ان رؤيتنا كاسلاميين على مستوى ادراكها والايمان بها هو شأن يخصنا نحن كإسلاميين لا ينبغى باى حال من الاحوال فرضه على الاخرين او تسفيه الاخرين فقط لانهم لم يكونوا فى دائرة تصورنا الايديولوجى
ولا اؤمن بالكل الجمعى فلست اقرب الى نفسى فقط لانك معى ايديولوجيا فموقف الصلاح والايمان ليس موقف ايديولوجى وانما صدق نيات وخيرية للناس والوطن
وان كنت سأناضل لاقول قولى فانا اكثر استعدادا للنضال ليقول مخالفى قوله فالحق والحرية والعدل لا يتجزأ ولا يتحقق معناه ان لم يكن شاملا
فقط يؤسفنى ان اجد نفسى مضطرا لتوضيح الواضحات
وكما يقال توضيح الواضحات من الفاضحات
وأأسف ان اجد من يدعى تواصلا بفكر كبير يحتاج الى توضيح الواضح.
راشد عبد القادر