أم مغد تلك القرية الوادعة (80) كيلو متراً جنوب الخرطوم والتي تنام هانئة في احضان جزيرة الخير والعطاء، لم تكن تعلم انها ستكون أرضاً لذلك الحادث البشع، ولم تكن تعلم ان ارضها الطاهرة ستكون نقطة نهاية لحياة (25) سوداني كان ضمنهم ثلاثي المريخ رحمهم الله جميعاً، وذلك عندما تصادم البص التابع لشركة افراس الذي كان يقل بعثة المريخ مع حافلة كانت متجهة إلى مدينة المناقل غرب ود مدني.
تلك الرحلة التي سلبت المريخ أعز رجاله حيث كان صديق العمدة مدرب الاحمر وعز الدين الربيع عضو مجلس المريخ وعبد اللطيف السيد مدير استادات العاصمة الذين قضوا في ذلك الحادث خلص للمريخ يحبونه حتى النخاع ويعملون ليل نهار من اجل رفعته وتوفير كل مقومات النصر للفريق والعمل من اجل ان يكون المريخ مميزاً في كل المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية.
كما لا ننسى اولئك الذين انقذتهم العناية الربانية حينها، بينما اختار القدر رفاق دربهم لتصعد روحهم الطاهرة راضية مرضية لبارئها وهم محمد الياس محجوب رئيس المريخ وعادل ابوجريشه مدير الكرة وأمين خزينة النادي محمد فقيري، حيث قدر الله ولطف بهم واصيبوا في ذلك الحادث اصابات بالغة.
تمر علينا هذه الذكرى ونحن في الكوكب الاحمر في احوج ما نكون للتكاتف والتأخي لدفع مسيرة المريخ للامام، ولحمل الراية كما ينبغي حتى نفي ذلك النفر الكريم من ابناء المريخ الكرماء حقهم، حتي يرقدوا بسلام في قبورهم، أجل هذه الرسالة التي ذهبوا من اجلها يجب ان تكون امامنا على مختلف الاجيال والازمنة من اجل اعطائها حقها ومستحقها، بل يجب ان تكون ارواحهم نبراس يضيء لنا الطريق لنتلمس خطاهم واهدافهم وأمانيهم وأمالهم.
هذا الحادث الذي هز الرياضة السودانية بمختلف شعابها كان نتيجة التخطي الخاطئ والذي حسب احصائيات شرطة المرور يتسبب في كثير من الحوداث ورحيل الكثير من الارواح البرئية على عجل من دنيانا الفانية، يجب ان تكون هذه الذكرى وقفة لمحاربة التخطي غير الصحيح حتى لا نفقد المزيد من الارواح وحتى لا نتسبب في الكثير من المواجع والمفاجع للاسر السودانية.
انا لفراقكم لمحزونون لكننا لا نقول الا ما يرضي الله، اللهم ارحم كل المتوفين في ذلك الحادث وتقبلهم قبولاً حسناً واجعل الجنة مسكنهم والنعيم مرقدهم .. امين.
منحنيات
حادث المريخ بأم مغد .. أحدى عشر عاماً من الالم
بقلم:محمد الننقة