معرفتنا الخاصة بالدكتور التيجاني السيسي كزميل ودفعة في المرحلة الجامعية ثم سيرته الذاتية من تاهيل أكاديمي عالي وتجربة عملية ثرة , كحاكم لاقليم دار فور الكبير في الديمقراطية الثالثة ثم خبيرا دوليا لدى الامم المتحدة وفوق هذا وذاك إلمامه الكبير بما يجري في دارفور وفي السودان وفي الاقليم وفي العالم جعلتنا نصفه من قبل في هذا المكان بأنه رجل دولة ووجوده على رأس السلطة الاقليمية فرصة لإخراج دارفور من وهدتها اذا خلصت النوايا وقلنا إنه يمكن ان يمشي على حد السيف بين الحاكمين في السودان الكبير وحكام ودرافور والحركات المسلحة وسألنا الله أن تأوي اليه افئدة الواقفين على الضفتين السلم والحرب ولكن يبدو ان أمانينا رغم انها مدعومة بحيثيات نعتبرها مناسبة لم تقترب من الواقع
اولى مشاكل السيسي في دارفور الوضع الدستوري في السودان حدد ثلاثة مستويات للحكم وهي الحكومة الاتحادية ثم الولائية ثم المحلية ولكن اتفاقية الدوحة التي جاءت بالسيسي وسلطته الاقليمية اوجدت مستوى حكم جديد لا وجود له في بقية اقاليم السودان اذ اصبحت بين السلطة الاتحادية ثم الولائية دون تنظيم واضح لخطوط هذه السلطة فمثلا العلاقة بين وزير الصحة الاتحادي والولائي واضحة فالسلطة الاقليمية جاءت بوزير صحة ثالث هنا تجد السلطة المحلية وهي الهدف النهائي للحكم نفسها في حالة ربكة لمن يتبع المعتمد للوزير الولائي ام لوزير السلطة الاقليمية ؟ وتبدو الدغمسة اكبر في علاقة السلطة بالولاة فمن الذي يرأسهم رئيس الجمهورية ام رئيس السلطة الاقليمية ؟ الاجهزة التشريعية التي انتخبت مع الوالي والرئيس في يوم انتخابات واحد وهي التي تقوم بالدور الرقابي على حكومة الولاية وتشارك الوالي في التشريع وتعزله اذا دعا الامر ماهي علاقتها برئيس السلطة الاقليمية ؟
الضرورات تبيح المحظورات وفي حالة الطوراىء يمكن لرئيس الجمهورية ان يصدر قرارا جمهوريا بإنشاء سلطة رابعة طالما انها يمكن ان تنهي حالة الحرابة ولعل هذا ماحدث في دارفور وكان المطلوب ان تنمو حسن النية ويتجاوز الجميع النصوص القائمة والذوات الفانية ويصوب كل الذين يقفون على مستويات السلطة الاربعة نظرهم وعملهم لإنقاذ دارفور واخراجها مما هي فيه ولكن يبدو ان الذات تغلبت على الموضوع وهوى النفس تغلب على المصلحة العامة كما ذكر السيسي في مقابلة مطولة مع هذه الصحيفة وما اشار اليه السيسي تلميحا قاله ابوقردة تصريحا فذكر محمد عثمان يوسف كبر والي شمال دارفور بالاسم بأنه من المقاومين للسلطة الاقليمية ورد كبر بالقول هل ابطال قصف مطار الفاشر يعتبر مقاومة للسلطة الاقليمية أي اتهم حركة الحرية والعدالة التي يتزعمها السيسي وابوقردة بمحاولة قصف الفاشر، أي صنفها بأنها حصان طروادة للحركات المسلحة وهذا يوضح بعد الشقة بين ابناء دارفور الحاكمين لها.
مشاكل السلطة الاقليمية كثيرة منها المال والنازحين واللاجئين والعلاقة مع المركز ومع الولاية ومع الحاملين للسلاح ومع المشكلات القديمة المتجددة من حرابة وفقر وجهل ومرض ولكن يبدو لي ان البداية يجب ان تكون حل الاشكالية الناجمة من تداخل السلطات ولكن الأهم ان الشغلانة الآن محتاجة للنوايا الحسنة فالنية (زاملة سيدها) فكل المطلوب ان يتذكر المسؤولون الناس الذين يطالبون الآن بأغطية تقي اطفالهم زمهرير البرد.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]