على سعته وما أكبر سعته امتلأ استاد الخرطوم بجماهير تدافعت وتدافرت واقسم بالله العظيم وكتابه الكريم انني شاهدت وبأم عيني طفلاً لم يبلغ الرابعة من عمره.. وشاهدت مع العديد من بنات حواء «وزغرودة واحدة تكفي».. نعم حضر شعب الهلال.. رجالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً وأطفالاً.. حضروا «الأعمى شايل المكسر».. فناصروا وانتصروا للأعمى والمكسر والعجزة والمسنين وغيرهم وعيون أطفالنا والحمد لله ما ضاقت الهزيمة..!
دخل الهلال أنيقاً في مظهره وبالفانيلات والشورتات التي حضر بها اللاعبون الملعب.. كان من الممكن أن يحضروا بها «صبحية» أو «حفلة كاربة».. والمظهر الجميل والأناقة هذه كانت المدخل الجميل لأداء أنيق للفريق تفنن فيه اللاعبون.. انتشروا وتحركوا وجاهدوا واجتهدوا مقدمين أرقى فنون كرة القدم برجولتها.. وجمالياتها.. وسحرها.. وأهدافها الرأسية الحلوة.. وتعظيم سلام لفرسان ورجال وأبطال اسعدوا الناس و«حققوا المراد»..!
وقفت الكرة السودانية أمس أمام تأشيرة الخروج النهائي من البطولة الافريقية بعد حصول المريخ والاهلي عطبرة والارسنال على هذه التأشيرة ولكن قوة وارادة وعزيمة الهلال منعت هذه «البلوة» وختمت «بتجديد الاقامة» برغبة من البطولة نفسها في استمراريته.. فالبطولات لا تقبل الا الأقوياء وأصحاب السمعة من الوزن الثقيل.. ويا هو ده الهلال..!
فريق منظم.. متناغم منسجم يضم عناصر جيدة في خطوطه الثلاثة.. يلعب الكرة السهلة.. ويتحرك بصورة ممتازة حسب متطلبات اللعب اضف الى ذلك ففريق الملعب المالي فريق مؤدب مهذب حسن السير رائع السلوك.. لم يتعمد لاعبوه الخشونة.. ولم نشاهد منهم من احتج على الحكم.. وحقيقة فخروج الملعب من هذا الدور خسارة على البطولة.. ونعم بقدر ما استحق الهلال المستحق «مبروووووووووك» استحق الماليون «هاردلك» وفي البطولات الجايات اكتر من الرايحات..!
انتصار الهلال تم بشراكة ذكية من كل الأضلع الزرقاء فالاعلام الهلالي تعامل مع المباراة بعيداً عن نتيجة مباراة الذهاب والجهاز الفني كان ذكياً وحصيفاً وحكيماً وهو يرمي مباراة باماكو وراء ظهره.. وادارة النادي جهزت فريقها كما احتاجت «الغزوة» وجمهور الهلال «المعلم» استقبل فريقه العائد من مالي.. كما ينبغي وحضر لليلة الاحد كما أراد.. اما أبطال الفريق فكانوا هنا وهناك ذهاباً واياباً ابطالاً.. باختصار جلست كل أطراف الهلال للامتحان ونجحت ولم يرسب احد..!
بالمناسبة على عكس الهلال المتأهل كان المريخ المغادر للبطولة.. فاعلام «البايرن» كان المالك الأكبر للأسهم في «شركة طيران المريخ الافريقية» وجهاز الفريق الفني بقيادة كروجر ولاعبوه.. سمحوا لكمبالا سيتي بالتحكم في مباراة الذهاب والجمهور الأحمر الذي يتفنن في سب لاعبيه والمدرب ابراهومة هو الآخر صاحب نصيب كبير في «شركة طيران المريخ الافريقية» وختاماً فالمقارنة معدومة تماماً بين الهلال والمريخ الافريقيين وليت الأحمر يتعظ «وانتهى الدرس يا عالمي»..!
وهو يذيع مباراة السودان وكينيا قال المذيع الراحل طه حمدتو مخاطباً الكابتن سبت المتألق في المباراة.. يا سبت انت مش سبت انت اسبوع بحالو.. وعلى ذات النسق اقول يا جمعة انت مش جمعة انت جمعة وسبت واسبوع بحالو.. ويا اتير انت راجل والكورة رجالة.. ويا سيف انت سيف عديل كده.. ويا معلم انت معلم بالطبشيرة والسبورة.. ويا الشغيل ده الشغل العاوزنو.. ويا كاريكا يا حلاوة المزيكا.. ويا بشة يا جمال المسحة والهبشة ويا بكري المدينة انت ما مدينة انت قطر انت قارة.. وعلى الهلال ما شاء الله والصلاة على النبي وعيني باردة..!
صحيفة الإنتباهة
ع.ش