للمشهد الآن : القوات اليوغندية بدأت الأنسحاب الى غرب الأستوائية لمطاردة جيش الرب

بدخولنا هذا الصراع خيبنا آمال العالم فينا والذى كان يثق اننا سنستفيد من أخطاء الدول الآفريقية
دولة جنوب السودان بدأت بحرية مطلقة وليس لدينا سجين سياسى واحد
نظرة المجتمع الدولى لنا باننا فاشلون اعتبرها غير عقلانية ، لأننا ولدنا منذ وقت قريب
النوير يشغلون معظم المناصب الدستورية ولا يعانون من التهميش
الخرطوم جزء لا يتجزأ من الأيقاد وتتحرك ضمن هذه المظلة لايجاد حل

لا تلوح فى الافق اى بوادر حل للصراع الجنوبى الجنوبى الذى يدور الآن وراح ضحيته الالاف من ابناء الدولة الوليدة ، فما بين تصفية الحسابات بين الحكومة والتمرد يموت ويتشرد العشرات يوميا ، ورحى الحرب الدائرة الآن لا تجد من يوقفها .
حكومة جنوب السودان تؤكد انها تسعى للحل الشامل للأزمة ولكن دون ان تتحرك نحو ذلك بالاستجابة لمطالب المجتمع الدولى باطلاق سراح المعتقلين ، او الاستجابة لمطالب المتمردين بطرد القوات اليوغندية التى يؤكد السكرتير الصحفى للرئيس سلفا أنها لم تأتى للقتال وان اتفاق دخولها الجنوب وقع عليه رياك مشار نفسه فى العام 2005 .
المتمردين الذى يجدون سندا دولياً بحسب افادات مسؤولين فى حكومة الجنوب يعلون من سقف مطالبهم فى كل مرة السبب الذى أدى لانهيار جولة المفاوضات خلال الشهر المنصرم ، وفى غضون كل ذلك تسوء الأوضاع على الأرض وتزداد يوميا نسب القتل واللجوء والنزوح .
* سيد أتينج فى البداية نرحب بك فى بلدك الثانى السودانى ونود التعرف على اسباب زيارتكم للخرطوم فى هذا التوقيت ؟
– أولاً سبب زيارتنا من اجل تقديم تنوير للصحافة لرجال وسيدات الأعلام لاتاحة الفرصة لهم لمعرفة وجهة نظر الجانب الحكومى الرسمى لما يحدث فى جنوب السودان ، لأن المسؤولين الذين اتوا للخرطو كانوا ياتون فى وقت ضيق ويكتفون بلقاءات مع نظراءهم وبالتالى لا تكون هنالك فرصة واسعة للحديث باستفاضة عن الأوضاع فى جنوب السودان للصحفيين السودانيين ، ولذلك انا قررت الحضور للخرطوم من اجل هذا الهدف وليفهموا مايحدث فى جنوب السودان ، وانا جئت للسودان قادما من مصر لذات الهدف .
* هل ستخلل زيارتك لقاءات مع مسؤولين رسميين بالدولة ؟
– لا فقط التقيت نظيرى السكرتير الصحفى لرئيس جمهورية السودان الأستاذ عماد سيد أحمد بخلاف ذلك لايضم برنامجى اى لقاءات فانا هنا فقط ضيف على الصحافة .
* اذن نريد تفاصيل اكبر عن الأوضاع السياسية والأمنية الآن فى جنوب السودان ؟
– الآن الاوضاع السياسية والأمنية فى جنوب السودان مستقرة ، ولكن يصعب اقناع الناس البعيدين بذلك ، فنحن الآن فى جوبا نشعر باستقرار الاوضاع ، ولكن مايعيد الأمان لكل جنوب السودان ويعيد الأمور الى وضعها الطبيعى هو محادثات السلام التى تجرى الآن فى أديس ابابا برعاية الأيغاد ، ولكن هذا مرهون بجدية المتمردين فى الوصول الى سلام وانهاء الحرب ، ولكن المشكلة ان المتمردين يجدون مساندة أجنبية تكون مطالبهم مستفزة ، فيكونون كالطفل المدلع .
* أذن الى أين وصل سقف مطالبهم ؟
– طالبوا بخروج القوات اليوغندية وللعلم هذا ليس سبب الحرب لأن رياك مشار قبل القيام بانقلابه هو نفسه من وقع على اتفاقية دخول القوات اليوغندية بهدف مطاردة جيش الرب عندما كان نائب رئيس الحكومة الانتقالية عام 2005 ، وثانيا يتحدثون عن أعادة تنظيم القوات الأمنية بحيث يكونوا متعلمين ، ولكن حتى من حيث هذا الطلب فأنه ليس فى صالح المتمردين لانهم سيتمردون مرة اخرى اذا تحقق هذا الطلب لأنه ضدهم على طول الخط لأن لديهم الآف من ضباط الجيش الذين لم يذهبوا الى مدرسة من قبل ، ولذلك لايمكن تنظيم القوات الأمنية لأنها القوات المستوعبة فى الجيش الشعبى وتم استيعابهم برتب كبيرة لأنهم كانوا لايعطون انفسهم رتب صغيرة ويتدرجون كما هو معروف من ملازم الى فوق ولكن مليشيات النوير والتى كانت متحالفة مع الخرطوم ابان الحرب كانوا ييبدأون رتبهم بعقيد وعميد والذى يخجل ويستحى يبدأ برائد ، ولذلك عندما اتى الرئيس سلفاكير ولأنه رجل محب للسلام ويريد استيعاب كل الجنوبيين داخل الجنوب ، ولذلك عندما جاء فى اتفاق السلام الشامل دخل مع هذه المليشيات فى حوار بهدف ان تشجيعهم للأنضمام الى الجنوب وقدم فى سبيل ذلك تضحيات كثيرة ، ومجموعة المليشيات ال15 وأكثر من ثلاثة الف شخص كانوا جميعهم ضباط وليس بينهم عسكرى واحد وهذا لايحدث فى اى جيش فى العالم ، وتم استيعابهم بهذا الشكل لأنه اذا قالوا لهم انتم لستم ضباط كانوا سيعودون للغابة ويخربون موضوع السلام بين الشمال والجنوب ، ولذلك الآن 75% من قوام الجيش الشعبى يتبع لقبيلة النوير ولذلك لو قمنا بتنظيم قوات الأمن فأنهم جميعا سيخرجون .
* سيد أتينج هذا جانب الجانب الآخر وبالنسبة للقوات اليوغندية الا تعتقدون ان المواطن الجنوبى الذى خرج تواً من حرب الشمال يستحق ان تستجيبوا لطلب مشار وتطردوا القوات اليوغندية حتى يعود الأمن والأستقرار ؟
– ياستى عندما كنا نحارب الخرطوم وهو نظام جلس فى الحكم مدة طويلة منذ الأستقلال ، وكان موقفهم اقوى منا فى ذلك الوقت نحن لم نستعين بقوات أجنبية ، القوات اليوغندية دخلت لسببين الأول عام 2005 لمطاردة جيش الرب ، والسبب الثانى عندما طلب الرئيس سلفاكير من الرئيس موسفينى ارسال قوة قوامها 3 الف جندى فقط لحماية وأجلاء الرعايا اليوغنديين من الجنوب لأن المتمردين استهدفوا اليوغنديين فقط وقتلوهم ، لأن القوة العاملة فى جنوب السودان 40-60 % منها يوغنديين ولذلك كانوا هدفا للمتمردين وخاصة الفرقة الثامنة مشاه بقيادة بيتر قديت .
* أذن طالما انهم دخلوا بمهمة محددة لماذا لم يخرجوا الى اليوم هل لازال الرعايا اليوغنديين عالقين فى الجنوب ؟
– الآن هم بدأوا بالخروج بالفعل من جونقلى الى غرب الأستوائية الى مواقعهم التى يطاردون منها جوزيف كونى زعيم جيش الرب .
* الآن انتم تدرسون دخول قوات من رواندا وبروندى الى جنوب السودان ماطبيعة هذه القوات وماهى مهمتها ؟
– القوات التابعة لرواندا وبروندى وكينيا كلها قوات تابعة للايقاد والايقاد هى من قدم هذا المقترح حتى تحمى هذه القوات مناطق البترول ، ونحن الآن ندرس فى هذا المقترح واذا وصلنا الى نتيجة انه يصب فى صالح بلادنا فسنقبله واذا كان العكس قطعا سنرفضه .
* ماهى الجهود التى تبذلها حكومة الجنوب الآن ممثلة فى الحكومة الشرعية لأعادة الأمن والأستقرار الى جنوب السودان ؟
– نحن ماضون لبناء دولة قوية ، لأن بدخولنا فى مرحلة الصراع الحالية خيبنا آمال العالم فينا والذى كان له ثقة فى اننا سنستفيد من أخطاء الدول الآفريقية والتى أخذت استقلالها منذ الخمسينات والستينات ولازالت غارقة فى الصراع وهى اضطرابات التكوين وهذا شىء صعب وحتى السودان لازالت هنالك مشاكل حتى الآن ، ونحن مازال عمرنا عامين ولكن ايضا كان يجب ان نستفيد من اخطاء اخوانا ، ولكن اذا كان هنالك امثال رياك مشار لم يستفيدوا فهذا لايعنى ان دولة الجنوب ستنهار ، لا دولة جنوب السودان ستكون دولة قوية .
* سيد أتينج قبل انفصال الجنوب تنبأ المجتمع الدولى بفشل دولة الجنوب لمعطيات كثيرة منها المليشيات والقبلية ، الآن وانتم تعيشون هذه الأوضاع كيف ستغيرون هذه النظرة ؟
– نظرة المجتمع الدولى انا اعتبرها غير عقلانية ، لأننا ولدنا منذ وقت قريب والمجتمع الدولى هو الذى يمسك بيدنا وهو من يدعم المليشيات والخرطوم جزء من المجتمع الدولى وهى من خلقت المليشيات فى جنوب السودان .
* أذن هل تتهمون الخرطوم بدعم هذه المليشيات ؟
– لا نحن لا نوجه اصابع الأتهام للخرطوم لأنها تنفذ معنا اتفاقيات التعاون وهذه الاتفاقيات تعطى الخرطوم 3 مليار و200 مليون دولار خلال ثلاثة سنوات ولذلك نحن نرى ان الخرطوم ليس من صالحها دعم التمرد لأن البترول اذا توقف فالخرطوم ستتضرر ، وراينا الرسمى كحكومة متأكدين ان الحكومة السودانية لاتدعم التمرد وليس لدينا ادلة على ذلك ، والرئيس البشير عندما زار جوبا أكد عدم الاتجاه لدعم اى تمرد .
* هل تعتقد ان المجتمع الدولى يريد ان تكون دولة جنوب السودان فاشلة ؟
– نحن نعرف كيف يعمل المجتمع الدولى ، والمجتمع الدولى هو امريكا اصلا ، فلو امريكا وافقت على الوقوف معك هذا هو المجتمع الدولى لأنها تهيمن على العالم ، والمحاولة الأنقلابية الفاشلة بقيادة مشار تعريفها جاء من امريكا وانها لم تكن محاولة انقلابية . ولكن دولة جنوب السودان بدأت بحرية مطلقة والحرية لها مشاكلها ، نحن الى الآن ليس لدينا سجين سياسى واحد وهذا لايوجد فى العالم وذلك وفقا للماده 24 من الدستور الانتقالى لجمهورية جنوب السودان بند حريات التعبير ولذلك كل انسان يكتب فى صحيفة يشتم الرئيس ولا يتم اعتقاله ، المتمردين الآن يكتبون فى الصحف عندنا وصورهم تنشر .
* لكن ماأعرفه عن اوضاع الحريات فى جنوب السودان عكس ماتقوله ، هنالك تضييق على الصحف والصحفيين فى جنوب السودان بحسب تقارير صحفية من هناك ؟
– احب ان اقول لك انك لو قرات جوبا بوست او صحيفة سيتزن ، فهى تنشر مقالات لاستفن فار كوال وهو مع التمرد حتى صورة رياك مشار تنشر ، هل هذا يحدث عندكم فى الخرطوم ؟ ، لكن هذه اشاعات من اناس لايريدون لجنوب السودان ان يكون دولة ، ولو كان هنالك شخص واحد ديمقراطى فى افريقيا فهو الرئيس سلفاكير ميارديت وليس اى شخص آخر .
* هل تعتقد التمرد كان بسبب التهميش الذى تجده قبيلة النوير فى مقابل امتيازات قبيلة الدينكا ؟
– فى المقام الأول جنوب السودان دولة صغيرة من حيث السكان حيث تتراوح اعداد السكان بين 8-12 مليون نسمة ولدينا 64 قبيلة ولو نظرتى للتوزيع الجغرافى لهذه القبائل الدينكا تقطن 7 ولايات ولذلك لو جاء الشيطان ليكون رئيس جنوب السودان فلن تاتى حكومة خالية من الدينكا ، كما انهم مؤثرين فى الانتخابات من حيث الأعداد ، والنوير يسكنون ثلاثة ولايات فى جنوب السودان ، ولكن رغم ذلك النوير يشغلون مناصب سيادية كثيرة فى الدولة كالخارجية برنابا بنجامين مريال ، ورئيس البرلمان ، والصحة برئاسة رياك قاى كوك ، ود. جون قاى يو وزير التربية والبحث العلمى ، ووزير المواصلات والطرق من النوير ، والقاضى جون لول رئيس مفوضية محاربة الفساد ناهيك عن وكلاء الوزارات ، وقائد الاستوائية من النوير شارلس لام .
وعندهم 70% من الجيش الشعبى ولذلك ماذا يريدون ؟؟
*أذن انت تنفى ان الصراع قبلى ؟
– رياك مشار يريد ان يكون الصراع قبلى لأنه لن يجد اعوان اذا لم يحوله قبلى ، وهو يحرض جنود فى الجيش يتبعون للنوير ، ولكنهم يفهمون ان الصراع ليس قبلى ، وسلفا يريد ان يكون الجنوب لكل الجنوبيين من كبرى القبائل وحتى اصغر قبيلة وتدعى سيريل وبها الف نسمة فقط .
* أذا كانت الحكومة فى جنوب السودان حريصة على السلام والأستقرار لماذا رفضتم كل المقترحات التى قدمت لكم بتكوين حكومة انتقالية بشخصية محايدة حقنا للدماء ؟
– الحقيقة هم لايمتلكون مصداقية ونحن لانعمل بمقترح غير عقلانى والرئيس سلفاكير رئيس منتخب حتى العام 2015 موعد الانتخابات القادمة .
* أذن هل ستقوم الانتخابات فى موعدها فى ظل الأوضاع الراهنة ؟
– نعم ستقوم الانتخابات ، واذا اردنا سنهزم مشار عسكريا .
*مؤخرا زار الرئيس الكينى جنوب السودان ماذا كانت خبايا اللقاء بينه وبين الرئيس سلفاكير ؟
– فى المقام الأول اللقاء كان لقاء قمة وعندما تحدثوا للصحافة قالوا ان المشاورات كانت بهدف وضع تصور نهائى لوثيقة التفاوض ، ولكن اللقاء مغلق وانا كسكرتير صحفى سمعت مع الصحفيين ماقاله الرئيسان ولم اعرف خبايا اللقاء .
* اذن هل تعتقد ان لكينيا دور فى تقريب وجهات النظر بينكم وبين المتمردين ولماذا ؟
– انا اعتقد ان كينيا هى الدولة الوحيدة فى افريقيا المحايدة وهى لم تدعم اى تمرد ضد اى دولة افريقية منذ استقلالها ، ونحن ابان الحرب عندما كنا فى كينيا لم تسمح لنا باقامة معسكرا تدريب كنا نتدرب فى اثيوبيا ، ولذلك هى دولة محترمة فى شرق افريقيا باكمله ، ونحن نحترم كينيا لأنها كانت سبب السلام بيننا والشمال .
* هل يعنى ان لكينيا اتصالات مع التمرد الآن ؟
– لست متأكد ولكن الاشخاص السبعة الذين ضمنتهم كينيا واطلق سراحهم وبحسب التحقيق فقد اتضح انهم يحرضون الشعب للقيام بعصيان مدنى ولكن كينييا ضمنتهم باعتبار ان جريمتهم اقل من الانقلاب ، وكينيا منعتهم فى المشاركة فى المفاوضات او اى عمل سياسى ، ولكنهم حاولوا تكوين مجموعة السبعة لتكون المفاوضات مثلثة ، او مربعة لدخول جهات شبابية أخرى وهذا لايجوز ، لان المجتمع المدنى يكون مراقب ولايكون جزء من المفاوضات .
* الأربعة المعتقلين الآن من هم وما مصيرهم ، وما تاثير ذلك على محادثات السلام التى تتوقعون منها عودة الاستقرار ؟
– الأربعة الذين لازالوا معتقلين هم باقان اموم اوكيج ، استيفن لول قاتكوث ، وياى دينق اجاك ، د. مجاك ، وهم كانوا سبعة المشاركين فى الانقلاب وسيحاكمون وفقا لدستور جمهورية جنوب السودان .
* هل يمكن ان يصدر عفو عنهم ؟
– انا لا أعرف ولكن فى جنوب السودان لاتوجد اعدامات فى جنوب السودان وهذا ما اشاع الفوضى .
* باعتقادكم ها السودان مؤهلة لأحداث اختراق فى محادثات السلام وتقريب وجهات النظر بينكم وبين المتمردين ؟
الخرطوم جزء لا يتجزأ من الأيقاد وتتحرك ضمن هذه المظلة كما يوجد الفريق مصطفى الدابى ضمن الوساطة ، ولكن حتى الرئيس البشير عندما اتى الى جوبا لم يقدم مقترحات بشأن الحل ، ولم يقل ان الخرطوم يمكن ان تفعل اى شىء .
حوار / منى البشير

Exit mobile version