( ان التمويل الاصغر واحدة من الاخفاقات الكبيرة التي تحدث الان ورغم مانسمعه عن هذا التمويل من نجاح متوهم فان التمويل الاصغر هذا قاصر على المدن فقط ولا حظ لمواطن الريف فيه وهم الغالبية وهم الفقراء الذين يحتاجون الى مثل هذه الخدمة لرفع مقدراتهم الانتاجية , ان سياسة التمويل الاصغر سياسة فوقية وخاطئة محتاجة الي مراجعة حتى تعم الفائدة ويجد المنتجون في الريف نفسهم فيها . وهذا لايتأتى الا برؤية جديدة تقوم بموجبها واجهات جديدة للتمويل الاصغر ومصارف متحركة تسعى لتقديم الخدمة للناس في قراهم ) ا. ه
هذا النص اعلاه ليس من رأسي ولاكراسي انما هو منقول ب(ضبانته) من ورقة اعدها السيد غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان ورئيس دائرة القطاع المطري. وقدمها في جلسة تفاكرية حول قضايا الزراعة في القطاع المطري ضمت كل اصحاب المصلحة من مزارعين واتحاد ووزارة ونهضة وبنك ولم يغب عنها الا القائمون على الزكاة والتمويل الاصغر وكلاهما من الجهات التي وجهت لها انتقادات حادة لاسهامها في تحطيم هذا القطاع الحيوي المهم فالزكاة اتهمت بمخالفة الشرع والعقل والمنطق لانها تؤخذ من المحصول يوم حصاده دون ان تخصم تكلفة الانتاج العالية لا بل حتى ولو كانت خسارة فادحة (تاخذ حقها ) اما التمويل الاصغر فكان يعول عليه في ان يحل مشكلة التمويل بتمويله على الاقل للزراعة المطرية التقليدية ذات الحيازات الصغيرة وليس الزراعة المطرية الالية ولكنه لم يفعل لانه اتجه للقطاعات المدنية غير المنتجة على حسب الورقة المقدمة
هناك اتفاق كامل على ان الزراعة المطرية هي عماد الاقتصاد السوداني حيث يعمل بها ستون في المائة من سكان السودان وانها تساهم في صادر السودان بنسبة مقدرة وبنسبة اكبر في الاستهلاك المحلي فالثروة الحيوانية والصمغ والسمسم والدخن والفول و… و.. كلها قادمة من القطاع المطري ولكن هناك مشاكل بنيوية يعاني منها هذا القطاع المطري جعلته مقصرا عن تأدية الدور الذي ينبغي ان يؤديه لا بل اصبح في حالة تراجع الامر الذي لم يؤثر على اقتصاد البلاد فحسب بل على انسان السودان فاحزمة الفقر حول العاصمة خاصة والمدن عامة ما هي الا افراز لتدهور القطاع المطري فلو كانت هناك استراتيجية لمحاربة الفقر في البلاد لكان محورها هذا القطاع لكن (الجايب خبر منو؟)
مشكلات هذا القطاع في غاية الوضوح من التمويل الى التقانات المتخلفة ولكن المشكلة الان في الالية التي يمكن تحل هذه المشاكل فوزارة الزراعة لا بل وزارات الزراعة وكل آليات الدولة الزراعية يتهمها اهل القطاع المطري بالانحياز للقطاع المروي (اريتا اكان نجحت فيها ) فطالبوا بعودة المؤسسة العامة للزراعة الآلية وطالبوا باتحاد خاص للزراعة المطرية لا بل طالبوا بوزير للزراعة المطرية خلاصة قولهم ان الزراعة المروية جارت على الزراعة المطرية ولاسبيل للنهوض بالزراعة المطرية الا بان تفرز عيشتها تماما عنها ف(ظلم ذوي القربى اشد مضاضة …) ثم بعد ذلك تصبح معركتها مع الدولة اكان في الدولة خير يمكن ان تقدمه لها.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]