طارق المادح: قناة الخرطوم عنف يدوي ولفظي والمدير يختلق الصراعات ويمشي بالفتن

تتناقلها الصحف عن ما يدور في قناة الخرطوم، لا بُد له أن يضعها كلها (حزمة واحدة) في منضدة التساؤلات لعل أحدهم (في القناة) يجيب عليها، ولكن لا أحد سيجيب على ما يبدو، فتلك الأخبار تصل بك تخوم الدهشة، إذ تذهب بخيالك بعيداً، لكنك تلجمه وأنت تردد في سرك العبارة الشائعة (إن أهل مكة أدرى بشعابها)، ولأنهم كذلك تيمم وجهك شطر مكة تستجلي الأمر، وتضع كل تلك الأخبار على طاولة رئيس القسم الثقافي والمنوعات بقناة الخرطوم، مُقدم برانامج مرافئ، وأحد أبرز مؤسسيها، تستنطقه عن تلك الأخبار المثيرة للجدل، وها هو الأستاذ طارق المادح يكشف المستور عبر (اليوم التالي):
* (………….)؟
القناة تمتلك مقومات النجاح وتسمى القناة الأولى مع وقف التنفيذ، وهي تمتلك مقراً رائعاً مطلاً على النيل، والفصل الأول (الرواتب)، ورسوم الاشتراك القمر الاصطناعي تدفعها الحكومة، إذن القناة تمتلك 70% من مقومات النجاح ويكون السؤال: ما هي المشكلة؟ المشكلة أن هنالك خللاً إدارياً، فالمدير الأخ عابد سيد أحمد تجربته في المؤسسات الإعلامية لا تؤهله ليكون مديراً لفضائية، فهذه عباءة كبيرة عليه، ودونك المشاكل المنشورة في العديد من الصحف.
ما الذي يدور بداخل قناة الخرطوم، كن واضحاً معنا؟
باختصار الأخ عابد يختلق الصراعات ويمشي بالفتن بين العاملين.
هل تتفق فيما أورده زميلك زهير في حواره مع الزميلة آخر لحظة؟
نعم اتفق معه جملة تفصيلاً.
ثم ماذا بعد؟
ساخراً: الآن وضع فضائية الخرطوم يدعو إلى (تدخل المنظمات الإنسانية العالمية) لإنقاذها مما هي عليه، لم تصرف لثلاثة أشهر مستحقات العاملين بـ (القطعة) والمتعاونين، والمدير أنكر مستحقات شهرين كاملين، واعترف بشهر واحد، مع العلم أن هذه المستحقات تصرف كل 45 يوماً، فهل تصدق أنا الذي في وظيفة (مدير قسم) صرفت الشهر الماضي 800 جنيه فقط، بينما يغدق المدير لحاشيته ويظلم الآخرين.
وكيف يعيش هؤلاء، مع الظروف المعيشية الصعبة، ما هي أحوالهم؟
عدد كبير منهم رحلوا من بيوت الايجار بسبب تراكم المتأخرات، وأعرف بعضهم سكنوا مع أصهارهم، هذا فضلا عن العديد من الكوادر التي هجرت (حوش) القناة، والآن هي القناة تبدو خالية إلا من بضعة أشخاص، الكل هرب بجلده.
أين مدير القناة من كل هذه الأزمات؟
للأسف المدير يسخر من وضع العاملين في جلساته واجتماعاته بقوله بأن زوجة فلان اتصلت عليه تشكو ضيق الحال، وعن آخر (إعلامي معروف) تم طرده من الشقة التي يسكنها، فالمآسي عنده مصدر للسخرية، ألم أقل لك أنه غير ناضج مهنياً وإدارياً.
اشرح لنا أكثر؟
الآن 40% من إنجاز فضائية الخرطوم خلال ثلاث سنوات تم مسحه من الأشرطة، بحجة أنه لا يريد شراء أشرطة جديدة، وبعد أن استهلكت الأجهزة ولم تصن بات المنتج كله مهدداً بالضياع، وفي الأسبوع الماضي بعد أن أنجزت تسجيل برنامج مرافئ، وغادرنا الضيف، اكتشفت أن الحلقة كلها غير مسجلة، وهذا يحدث كثيراً حتى في نشرات الأخبار، هذا فضلا عن مجموعة من الفنيين أضربوا عن العمل وقدموا الشكاوى.
أين والي الخرطوم من هذا الوضع المزري؟
الغريب أن عابد سيد أحمد تعرض خلال الثلاثة أعوام الماضية لانتقادات كثيرة من المتابعين لأدائه من الصحفيين وغيرهم، فقد كتبت العديد من المقالات والمواد الصحفية التي تشير إلى سوء إدارته نحو 28 مادة صحفية حتى الآن، ووصلت عشرات الشكاوى بخصوصه إلى المسؤولين وبعضها وصل إلى الوالي، ولكن لا أحد يتحرك.
رغم ذلك كله لم يتدخل الوالي، ما السبب من وجهة نظرك؟
الوالي أكبر من أن يخدع، خاصة وأن انجازات الخضر واضحة وليست بحاجة للمزايدة، لكن أين هي انجازات (عابد)، فالذي يفعله ليس فيه أي عبقرية ويمكن أن يؤديه أي معد برامج أو فني مونتاج في بداية الطريق.
ألم يطالب عابد الولاية بمستحقات العاملين؟
ربما يكون معتمداً على فهم خاطئ، بأن الذي يطالب بمستحقات العاملين سيساق إلى الاستقالة، أو الإقالة من منصبه، ونحن نربأ بحكومة الولاية أن تتفق مع عابد في مفهومه هذا، فليس من مصلحة حكومة الولاية أن يشعر العاملون بالسخط والظلم.
*يبدو أن القناة تمر بأزمة حقيقية؟
بالعكس الأمر يحتاج فقط، إلى قيادة رشيدة وراشدة وناضجة، والأخ عابد يشغل العاملين بخلق الصراعات ليطيل أمد بقائه على الكرسي.
هل يبدو متمسكاً بالكرسي إلى هذه الدرجة؟
نعم، مع العلم بأن حكومة الولاية يمكن أن تعطيه أي منصب آخر، لكنه ظل يكابر في مواجة الأزمات المهنية والمادي.
هل يعني هذا أن هنالك ندرة في القيادات الإعلامية؟
بالعكس هذه حجة بالية، فالسودان يزخر بالكثير من الكوادر المتميزة والمشهود لها بالعطاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الأستاذ عوض جادين، الأستاذ عبد العظيم عوض، بروفيسور عوض إبراهيم عوض، الأستاذ عبدالوهاب الدريري، الأستاذ الفاضل مبارك مدير قناة الخرطوم الدولية سابقا، وغيرهم.
أليس غريباً أن يصدر هذا الكلام من شخص مثلك من مؤسسي القناة ومقرب من مديرها؟
نصحته كثيراً، وقلت له إن مؤسسات الإعلام تقوم على المهنية، وعلى إنصاف العاملين، لكنه لا يستمع لأحد، لقد مارس الإقصاء ضد الجميع، عدا أولئك الذين يقولون لها العبارات المحببة لنفسه كأن يثنوا عليه وعلى القناة، وأنا لست أول المنتقدين له ولن أكون آخرهم، فخلال الثلاث سنوات الماضية شارك معنا في تأسيس الفضائية كثيرون منهم: لؤي بابكر، معتصم الجعيلي، أمير عبدالماجد، ومبارك خاطر الذي أصبح خلال ثلاث سنوات مديراً للبرامج تسع مرات.
*ماهذا التخبط في إدارة البرامج؟
كل ما ذكرت يتلخص في عدم النضج المهني فخلال الثلاث سنوات أعلنت حوالي واحد وعشرين خريطة برامجية، تناوب عليها اثنا عشر مديراً للبرامج، وغيرها الكثير من التخبطات الإدراية خاصة من جهة الإحلال والإبدال.
*ألا تخشى من أن يتخذ المدير ضدك، أي قرار بكشفك لهذه الحقائق؟
في الواقع، أن ما يحدث الآن ليس هناك أسوأ منه من جميع النواحي المادية والمهنية، ولم يتبق شيء نخاف عليه.
عرفت في الوسط الإعلامي بأنك إنسان مسالم، الآن وكأني بك تشاكس؟
أبداً.. أبداً، لا أشاكس، وإنما هذه انتقادات موضوعية للمدير وسياسته، وليس لدي معه خلافات شخصية، بل وأتمنى له كل خير وتوفيق، أما كوني رجلاً مسالماً فإنني أقول إن لصبر حدود، فعابد يعبث بأرزاق الناس ومصائرهم وكرامتهم.
*مقاطعة.. كيف، قل بتفصيل أكثر؟
عندما تشتكي له من مشكلة مادية أو مهنية يقابلك بالابتسام، ثم يصر على أن الذي تسبب في ذلك هو الإداري فلان أو زميلك علان، رغم أنك تعلم جيداً أنهم ليس لهم دخل بالموضوع، ثم يحذرك بتوخي الحذر منهم (وأن فلان دا بحفر ليك)، وهذا هو ديدنه من الصباح إلى المساء.
*سمعنا أن أحد المذيعين اعتدى على إداري كبير؟
العنف بالطبع مرفوض، لكن عندما تتضخم المظالم ولا يوجد (من يحل ويربط) يتفشى العنف، وفي الأسبوع الماضي تشاجر أحد كبار الفنيين مع الإداري المقرب من المدير، وبوجود ضيوف برنامج صباح الخرطوم كان اللكم والضرب وما إلى ذلك، لكن الفني وجد أن راتبه ربع القيمة المتوقعة، وكثير من العنف اليدوي واللفظي متفشٍ في هذه القناة .
*هل تعتقد أن مشكلة قناة الخرطوم مادية؟
نعم هنالك مشكلة مادية، لكن المشكلة الأكبر هي عدم النضج الإداري والمهني، وفي هذه الحالة لو خصصت للقناة ميزانية قناة دبي، فلن تنجح.
*بعد كل هذا ما هي مطالبكم؟
أن تكون هناك قيادة راشدة وناضجة، وأن تدفع متأخرات العاملين، وأن يوضع (سيستم) إداري يجمع بين المهنية وإنصاف العاملين، حتى نلحق بركب الإعلام المتقدم في البلاد المجاورة التي بدأت بعدنا ثم تركتنا خلفها، ولا ننسى هنا أن الانتخابات على الأبواب، أرجو أن يناقش مؤتمر الإعلام في الأيام القادمة كل القضايا الملحة بصدق وجديه، تحت عنوان ماذا يدور داخل المؤسسات الإعلامية، فخسران الإعلامي هو خسارة لأمه بأكلمها، وكما قال الرئيس البشير قبل عامين إن الأمم على دين إعلامها.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version