Insanity is Repeating The Same Mistake And Expecting Different Results .
الجنون هو تكرار الخطأ نفسه وتوقع نتائج مختلفة
We cannot Solve Our problems With The Same Thinking we used When We Created Them.
لا يمكن أن نحل مشاكلنا بنفس التفكير الذي خلقناها به
Peace Cannot Be Kept By Force. It Can only Be Achieved By Understanding.
لا يمكن المحافظة على السلام بالقوة، بل يمكن الوصول اليه بالتفاهم.. المقولة الأولى لانشتاين تنطبق على الآلية الأفريقية العليا إذ أنها ومنذ أبريل 2011الى انهيار آخر جولة مفاوضات مع قطاع الشمال في أول مارس 2014م- أي قرابة الثلاث سنوات- ظلت تكرر الخطأ نفسه وتتوقع نتيجة مغايرة للفشل، علماً بأن الفشل كان بطريقة واحدة مكررة حول بداية أجندة التفاوض.. هل تبدأ بوقف الحرب أو بتسهيل انسياب المعونات الإنسانية أو البدء بالمنطقتين قبل النظر في مشاكل السودان الأخرى، بدأت أتشكك في مقدرات أو نوايا الآلية الأفريقية العليا تجاه السودانيين- السودان وجنوب السودان- إذ تزامن إعلان فشلها في حل المشكلتين واللتين أطرافهما الحركة الشعبية جناح سلفاكير، والحركة الشعبية جناح مشار في جنوب السودان، والحركة الشعبية قطاع الشمال، والمؤتمر الوطني في السودان.. وفي تقديري أن أسباب تكرار الخطأ تتكون من:
أولاً: عدم التحليل العلمي المسبق وقبل بدء المفاوضات، والذي كان من المفترض أن يبدأ بوضع معادلتين لبروز المشاكل في الدولتين كالآتي:
الحركة الشعبية قطاع الشمال + المؤتمر الوطني= حروبات المنطقتين .
الحركة الشعبية جناح سلفاكير + الحركة الشعبية جناح مشار = حروبات الجنوب .
من المعادلتين يتضح أن القاسم المشترك الأعظم هو الحركة الشعبية، عليه كان على الآلية الأفريقية دراسة وتحليل مكونات الحركة الشعبية بشقيها السياسي والعسكري حتى تحدد من أين تبدأ.. ما يهمنا نحن في السودان الحركة الشعبية قطاع الشمال وعناصرها المكونة لها من أفراد مسلحين في منطقتين جغرافيتين ومواطنين في المنطقتين بثقافات وعادات، وسبل كسب عيش مختلفة، وقبائل كثيرة في جنوب كردفان وقليلة في النيل الأزرق، إضافة الى عناصر من خارج المنطقتين لكنهم منتمون الى قطاع الشمال المحدد في القرار 2046.
ثانياً: هذا التحليل إذا تم بدقة وتجرد كان سيقود الآلية الأفريقية الى أن العناصر المكونة للحركة الشعبية قطاع الشمال تتفق في هدف واحد هو إسقاط نظام الإنقاذ، وتختلف في الوسائل الآنية والبرامج المستقبلية، وفي هذه الوسائل والبرامج يبرز الخلاف الناعم الخفي المتأثر بهموم ومشاكل كل عنصر من عناصر قطاع الشمال، العنصر العسكري يفاوض وفي ذهنه كيفية الاندماج في القوات النظامية الحكومية وضمان سلامتهم واستمرارهم في عيش كريم، والعناصر المدنية في كل من المنطقتين لها رؤى مختلفة محكومة بمشاكلهم المحلية، فمثلاً جنوب كردفان تسود فيها روح القبلية بدرجة عالية والنيل الازرق بدرجة أقل، وتسود في عناصر النيل الأزرق روح التهميش وصعوبة الحياة بدرجة أكبر من جنوب كردفان الذي يتمتع بخيرات زراعية هائلة، والعنصر الثالث في قطاع الشمال هم المواطنون والسياسيون من خارج المنطقتين، وهم في التفاوض يركزون على حل مشاكل السودان في كل المناطق ويفكرون أكثر في كيفية تحول قطاع الشمال الى حزب سياسي وضمان استمرار نشاطهم دون معوقات، ونفس الأمر ينطبق وقع الحافر على الحافر في مفاوضي الحكومة، إذ أن فريق الحكومة المفاوض به عسكريون ومدنيون من مواطني المنطقتين الموالين للحكومة ومواطنون وسياسيون من خارج المنطقتين، وعندما يبدأ التفاوض كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة يشارك وفي خلفية ذهنه مشاكل أهله في المنطقتين، والتي تختلف في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق كما ذكرنا، والسياسيون من خارج المنطقتين يشاركون في ذهنهم تحول قطاع الشمال الى حزب سياسي جماهيري في ظل الظروف الحالية للمواطنين من معاناة في العيش الكريم، وفي ظل تشظي الأحزاب التاريخية واضمحلال الأثر الطائفي الموروث وتصاعد وتنامي التنظيمات الشبابية والتواصل الاجتماعي الفعَّال واليومي بين عناصر الشباب والذي حرك فيهم وعياً لا يستهان به وغير مسبوق.
ثالثاً: كان على الآلية الأفريقية بقراءة هذه الخلفية أن تحدد أبعاد المرميين في ميدان التفاوض وتبدأ بهدافي الفريقين، وهم القيادات السياسية خارج المنطقتين تبدأ بهم في تفاوض أولي، وهم من كل فريق لا يتعدون ثلاثة أفراد يقتصر عليهم التفاوض الأولي وتحدد الآلية لهم المرميين كالآتي:
مرمى فريق الحكومة هو السماح بتكوين حزب سياسي لقطاع الشمال بكل قناعة وبضمانات كافية- حسب ما جاء في الإطارية المادة الثانية-
مرمى قطاع الشمال هو الموافقة غير المشروطة على حل الفرقتين 9 و10 ودمج حزء منهم في القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى حسب ما جاء في الاتفاقية الاطارية المادة 9 الفقرات (4 و5)، فإذا أحرز كل فريق هدفاً في مرمى الآخر حسب التحديد السابق للمرميين تنتهي المباراة في الزمن الرسمي بالتعادل المريح دائماً لحكام المباريات، وتخرج المباراة بسلام في انتظار ضربات الجزاء الترجيحية التي لا تغضب جماهير الفريقين كثيراً ويخرج الحكام دون حراسة.
وضربات الجزاء الترجيحية هذه يشارك فيها كل اللاعبين في الفريقين، وهي تمثل النقاط التي تهم كل السودانيين، والتي وعد الرئيس بالجلوس مع كل الفعاليات والأحزاب السياسية بما فيها حزب قطاع الشمال (إذا تم الاتفاق) ويتم التفاوض فيها داخل السودان في روح وطنية مجردة تسمو فوق المرارات والخلافات الشخصية والموضوعية.
رابعاً: وفي سبيل تحقيق ما طرحه الأخ الرئيس يجب أن نتذكر ما قاله العالم الفذ انشتاين من أنه لايمكن أن نحل مشاكلنا المزمنة بنفس التفكير الذي خلقناها به وهو تفكير تقوية أنفسنا وإضعاف الآخرين المعارضين والتفكير السليم الذي يحل المشكلة هو تقوية أنفسنا وتقوية الآخرين حفاظاً على الوطن والمواطنين، ونتذكر أيضاً مقولة انشتاين الثالثة، وهي أنه لا يمكن المحافظة على السلام بالقوة بل يمكن الوصول الى السلام بالتفاهم والوئام.
والله الموفق
صحيفة آخر لحظة
تقرير: عمر البكري أبو حراز
ت.إ[/JUSTIFY]